تشهد المناهج في المملكة الأردنية الهاشمية مسيرة تطويرية ملحوظة وغير مسبوقة وفق أعلى المستويات والمعايير الأكاديميّة والتربوية بجهود مقدرة من المركز الوطني لتطوير المناهج بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم مدعومة بخبرات نخبة من التربويين الأردنيين المشهود لهم بالقدرة والكفاءة والتاريخ التربوي الطويل وفق مرجعيات تربوية معتمدة على الوثائق الأردنية وارث وطني تليد ومنسجمة مع فلسفة وزارة التربية والتعليم في خطوات من شأنها متابعــة البنــاء علــى الإنجازات فــي العمليــة التربويــة ورفع سوية التعليــم بمراحلــه المختلفــة وتحســين مخرجاتــه والتصـدي لمشكلاته المحوريـة ضمـن معاييـر ومرتكـزات أساسـية تضمـن الاستدامة فـي التطويـر والتحديـث وبما يكفل تخريج جيل واع مبدع ومفكر ومنتج ومنتم لوطنه، ومتفاعل مع محيطه والعالم الذي يعيش فيه ومتمكن من مهارات العصر ومتزود بقيم الخير والحق والجمال والمثل الفضلى والفضائل العليا.
ان الخطوات الهامة التي قام بها المركز الوطني لتطوير المناهج ومنذ نشأته في إصدار الأطر العامة والخاصة للمناهج وتأليف عدد من الكتب المدرسية كان لها الأثر الكبير في تطوير المناهج الدراسية لمختلف الصفوف الدراسية ، فقد تحمل كامل المسؤوليه في هذا الفعل الوطني الكبير وما زال ماض في إعداد ما تبقى من تلك المناهج وفق خطة منهجية مدروسة حيث دأب في ذلك انطلاقا من أسس تطوير المناهج الى اطلاق النسخة الأولى من إصداراته لتكون نسخة تجريبية قابلة للتعديل والتطوير في السنة الثانية على ضوء ما يستقبله من تغذية راجعة بناءة عبر قنوات وعناوين متاحة لجميع الأطياف والمهتمين أيسرها وأسرعها الوسائط الالكترونية المنشورة على الصفحة الأولى من كل كتاب مدرسي. علما أن الكتاب المدرسي يمر بسلسلة من عمليات ضبط الجودة قبل طرحه إلى الميدان.
ان ونحن نتحدث عن جهود جباره تبذل من كافة المختصين التربويين في المركز الوطني لتطوير المناهج لا بد لنا من الحديث عما اثير مؤخرا على لسان بعض المنتقدين وفي مقال جاء لأحد الكتاب - أحسبه من التربويين – والذي عبر فيه عن وجهه نظر شخصية فيما يتعلق بمحتوى منهاج الدراسات الاجتماعية المطور بطبعته الأولى (التجريبيّة) 2023 للصف السابع حيث لمسنا فيه تحاملا كبيرا على هذا لمنهاج في كثير من المواطن التي سردها والتي يطول عرضها ويضيق المكان عن تبيان ما اعتورها من نقص وتعرية ما انتابها من قصور وما اعتللها من شطط القول وما اصابها من خطا بل ما وقع فيها كاتبها من خطيئة في التحليل وإصدار الأحكام غير المسؤولة وهنا لا بد من الاشارة الى ان من يتفحص صفحات هذا المنهاج يجده منهاجاً عصريّا يتمتع بسمات المنهاج الفاعل في معارفه ومهاراته وقيمه منتهجا طريقة إبداعية في إعداده وفق النظرية البنائية وتتوافر فيه عناصر المنهاج المدرسي وفق أسس ومعايير التطوير العالمية وبطريقة حلزونية مشوقة وجاذبة وغير ذلك ممّا يغيب عن كل تربوي ومتخصص ينظر إليه بعين الروية والحكمة والعدل والإنصاف.
ان ما يؤسف له أن بعض المطلعين على المناهج المدرسية المطورة في ملاحظاتهم التي لا تعبر سوى عن وجهة نظر شخصية غير منصفة اذ تطلق سهامها بعين السخط تلك العين التي تصطنع – في رأيها – عيوبا حين تحرف مدلول الكلمة والصورة عن جادة الصواب وتلي عنق النص ليحتمل ما تراه تلك العين غير الباصرة فتبصر ما تعتقده لا ما ينبئ عنه الحق والحقيقة لكن ومهما يكن من أمر فان ما جاء به مقال الكاتب "الانتقادي" يبقى اجتهادا يشكر عليه وإنْ أخطا من باب أن للمجتهد المخطئ أجرا واحدا وليته أصاب فيحظى بأجرين انطلاقا مما رواه عمرو بن العاص إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطا فله أجر.
وأخيرا فان مستصفى القول ان المناهج المدرسية المطورة تعد فخر واعتزاز لكل ناظر إليها ومتامل فيها بعين العلم واليقين واننا كتربويين ومن مختلف مواقعنا نقدر عاليا الجهود التي يبذلها المركز الوطني لتطوير المناهج بالتشارك مع وزارة التربية والتعليم بوصفهما مؤسستين رائدتين ومؤثرتين تمضيان صفا واحدا في مسيرة النهضة والتطوير في أردننا الحبيب تحت ظل الراية الهاشميّة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الميمون صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حفظهما الله ورعاهما .