أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

قذيفة الياسين


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

قذيفة الياسين

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
كل شيء في غزة يتم توثيقه: الدبابة التي تقصف, الجندي الذي يتعرض للقنص... المبنى الذي يهدم على قوة إسرائيلية, كل شيء.. ترى ماهو شعور نتنياهو وهو يشاهد تسجيلات القسام؟
هذه الحرب ليست مثل كل الحروب, هذه الحرب استطاعت المقاومة فيها أن توصل لكل بيت في فلسطين المحتلة, صور الدبابات وصور الأشلاء, وصور بقايا السترات الواقية.. والأسلحة التي تم الإستيلاء عليها والذخيرة, هذه المرة لن تجرؤ إسرائيل على الكذب.. ولن تجرؤ على تزييف الحقائق.
الصور التي بثتها القسام.. ستعرض مستقبلا في الأغاني التي ستكتب وتبث عن غزة, وسيحفظها أطفالنا على أجهزتهم الخلوية, وربما في عرض مسرحي بإسبانيا سيستعملها المخرج كخلفية للمسرحية, وربما سينتج موسيقار من سويسرا مقطوعة بعنوان (الياسين).. لاحظوا روسيا أنتجت الصوارخ (الفرط صوتية).. وقصفت بها كل أوكرانيا لكن هذه التكنولوجيا المتطورة لم تأخذ مساحات من الإعلام العالمي بمثل ما أخذت (قذيفة الياسين).
إسرائيل محت قرى فلسطينية كاملة من الجغرافيا, هجرت عائلات..ارتكبت مجازر مروعة ولكن كل ذلك لم يوثق بالصورة, المقاومة وثقت كل شيء بالصورة.. وإسرائيل بعد انتهاء الحرب ستتعرض كل يوم لهزيمة, كلما عرضت محطة صور المقاومة ومشاهد الفيديو.. وكلما استخرجت الشاشات هذه الأفلام, وكلما أنتجت وثائقيات عن غزة.
ترى من هو الذي طور قذيفة (الياسين)؟ أنا لا أعرف حقيقة من هو... ولكن هذه القذيفة أظنها أهم من مقدمة ابن خلدون, على الأقل قدمت للبشرية معنى جديدا من معاني النضال... وهذه القذيفة فيما بعد ستصبح رمزا للشباب الثائر في العالم, سيضعونها على قمصانهم وكتبهم الجامعية.. وسيتطور الأمر لكي تصبح وشما على أكتافهم.
أنا أقترح أن تصبح هذه القذيفة درعا يقدم, لكل زائر إلى فلسطين.. وأقترح على تجار الذهب صنع مجسم صغير منها, كي يعلق في أعناق الصبايا اللواتي حين أفقن في الصبح وقمن بأداء الصلاة, رفعن الأكف بالدعاء للمقاومة.. أقترح أيضا أن توضع على مدخل كل عاصمة عربية, حتى يتذكر الأوروبي والأميركي... ما حدث في غزة.
وحتما سيقوم تجار التحف بصناعة مجسم منها, كي يقدم للسياح.. حتما سيبقى اليهود يتذكرونها كرمز لهزيمتهم وخيبتهم.. قذيفة الياسين, لم تكن قذيفة وإنما كانت رسالة هزيمة للعالم ولكل من تعاطف مع الكيان..
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ