مدار الساعة - كتب: احمد الخوالدة - الهجمة الصهيونية الهمجية على المستشفى الميداني الأردني بقطاع غزة لم تكن عبثية، فهي تحمل بطياتها رسائل ذات معان متعددة، منها والأهم فيها هي أن استمرارية المساعدات والدعم الأردني بقيادة الملك وولي عهده الأمين لفلسطين العربية سيؤدي إلى المزيد من الاضطراب في العلاقات مع هذا الكيان الإرهابي الإجرامي المغتصب لأرض العربية.
ولم تكثرت الدولة الأردنية إلى كل هذه التهديدات الصهيونية، فكسرنا الحصار المجحف بحق أهلنا بغزة عدة مرات ونحن الدولة الوحيدة في العالم التي استطاعت القيام بهذا الأمر وقمنا باستدعاء سفيرنا من تل أبيب والإعلان أن السفير الصهيوني شخص غير مرغوب فيه وإلغاء اتفاقية المياه مقابل الطاقة والمراجعة القانونية لباقي الاتفاقيات مع الاحتلال الصهيوني الغاشم، فتم الإعلان عن المستشفى الميداني بنابلس والتأكيد على الدور الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بفلسطين وضرورة الوصول إلى حل شامل وعادل للقضية وكذلك الجولة الدولية التي قادها جلالة الملك لتغيير المزاج والموقف العالمي من القضية وكشف زيف الرواية الصهيونية؛ حيث تماشى الموقف الحكومي الرسمي مع الموقف الشعبي.
فوصول المستشفى الميداني الأردني الثاني إلى رفح لتجهيزه ونقله إلى غزة ووجود سيدي حسين بالفوتيك برفح يتضمن رسالة واضحة مفادها إننا الجيش العربي المصطفوي وأن جيشنا هو درع كل العرب وأن هذا الجيش وهو جيش الكرامة واللطرون وباب الواد وجيش الكتيبة الرابحة وكذلك لا تنسوا أن رائحة شهداء الأردن لا تزال تفوح بأرض فلسطين من مفلح كايد عبيدات الشهيد الأول وعناد الزواهرة وموفق السلطي وجيش كان قادته حابس ومشهور اللذان أذاقوا الاحتلال المر فدماء الأردنيين فداء للقدس.