مدار الساعة - قال استشاري أمراض العقم وأطفال الأنابيب، استشاري أمراض النسائية والتوليد الدكتور مازن الرواشدة أن العدوان على غزة يشكل أكبر تهديد على الصحة العامة في تاريخ العصر الحديث في ظل الصمت العالمي، وأن الوضع الصحي الكارثي في غزة سيكون له انعكاسات مستقبلية سلبية على صحة المواطنين، وخصوصا النساء وذلك يعود إلى عدة أسباب منها انقطاع تام للرعاية والمتابعات الصحية التي تحتاجها النساء، عدم توفر الأدوية والفيتامينات، بالإضافة إلى غياب تام للعيادات والمراجعات الطبية الأساسية، وهذا كله سيترك آثار جانبية مستقبلية على الصحة العامة للنساء.
وأضاف الرواشدة أن السيدات المتزوجات يحتجن بالعادة إلى زيارات طبية متتالية للاطمئنان على صحتهن والخضوع إلى إجراءات طبية تمكنهن من العلاج المبكر لأي عارض صحي مثلما يحتجن الحوامل منها للكشف الدوري والمتابعة الدائمة حتى الولادة، وفي ظل عدم توفر هذه الإجراءات الاعتيادية، فإن النساء أكثر عرضة للمخاطر في ظل الغياب التام لأي نوع من أنواع الرعاية الصحية، وهذا الأمر سيكون له آثار مستقبلية على النساء ومع هذه الظروف والأحوال، فإن العامل النفسي سيكون أحد أهم الأسباب السلبية على الصحة العامة للسيدات.
وكشف الرواشدة أن عمليات الولادة خصوصا تلك التي تحتاج إلى تدخلات جراحية يجب أن تتوفر لها ظروف خاصة ومناسبة، وفي ظل الظروف الحالية، فإن عدم توافرها يجعل السيدات والمواليد الجدد في حالة الخطر رسميا، خصوصا مع عدم وجود الحد الأدنى للإمكانيات الطبية وعدم توافر غرف العمليات أو حتى مواد طبية، ومن غير الإنساني أن تُجْرَى عمليات جراحية دون تخدير، وهذه مخاطرة في أعلى مستوياتها، ويدلل على حجم الكارثة الإنسانية والطبية التي يعيشها أبناء قطاع غزة وضرب كافة المواثيق والأعراف الدولية التي كفلت أهم حقوق الإنسان وهو حق العيش والعلاج.
وحول أطفال الأنابيب والسيدات الحوامل بهذه الطريقة كشف الرواشدة عن خطر هذه الظروف عليهم، والتي قد تصل إلى أعلى مراحل الخطورة، فعلى الصعيد العام تحتاج السيدات، وهذه العمليات بالخصوص إلى رعاية دقيقة ومتابعات طبية حثيثة وعلاجات من نوع خاص في الظروف العادية، فأنا أجزم أنه أُجْهِزعلى هذه المراكز وإعدام كافة الأجنة بهذه الطرق وبطبيعة الحال لن يكون هنالك علاجات للسيدات الحوامل أو متابعات طبية، وهذه الأفعال جرائم حرب بحق الإنسانية، ولا تقبل الشك.
وطالب الرواشدة أن يتخذ الأطباء العرب موقفا واضحا في المرحلة المقبلة لتقديم كافة الإمكانات والخدمات الطبية العاجلة لأبناء قطاع غزة، سواء كان ذلك من خلال المشاركة في المستشفيات الطبية الميدانية، أو من خلال معالجة من سيُنْقَلُون للعلاج في الدول العربية وعلينا في هذه المرحلة تقديم الاستشارات الطبية على الأقل لتكون النتائج والآثار السلبية في أدنى حد ممكن.
وثمن الرواشدة الدور الأردني المتقدم إلى حد بعيد جدا على باقي الدول، سواء كان من الناحية السياسية بقيادة جلالة الملك، أو من الناحية الطبية والإغاثية، وقال إن وجود مستشفى ميداني أردني هناك والأبناء عليه لتقديم الخدمات الطبية في هذه الظروف يعتبر من أهم وأبرز الإنجازات على أرض الواقع مع انهيار المنظومة الصحية هناك وتوقف المستشفيات عن العمل والنقص الكارثي في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وتحدث الرواشدة أن الأطباء الأردنيين سيكون لهم دور بارز في قادم الأيام وأنا على ثقة أنهم سيكونون على مستوى الحدث، وفي طليعة الجهات التي ستلبي نداء العروبة والإنسانية، ولن نبيل بخدماتنا، وعلمنا على أهلنا.