بهذه الكلمات استهل وزير الخارجية الأردني حديثه المتلفز خلال مداخله لقناة الجزيرة الأكثر انتشارا، حيث قال وبالحرف الواحد كان هنالك حوار إقليمي حول مشاريع إقليمية، أعتقد أن الحرب على غزة أثبتت لنا وبشكل واضح عدم المضي بها، وعند حديثه عن اتفاقية السلام (الأردنية الإسرائيلية ) أو ما يطلق عليها باتفاقية وادي عربة ،قال هذه الاتفاقية الآن وفي خضم ما ترتكبه إسرائيل من جرائم قتل للأبرياء والنساء والشيوخ والأطفال وضربها بعرض الحيطان كافة المواثيق الدولية أصبحت وثيقة على الرف يغطيها الغبار...
كلام وزير الدبلوماسية الخارجية الأردنية وبالعلن عن عدم توقيع اتفاقية تبادل الطاقة والمياه مع هذا الكيان وحديثه عن الاتفاقيات الأخرى الموقعة مع الكيان الغاصب، أتت متراكمة أردنيا بسبب الأحداث الأخيرة على غزة، فبعد هذا الجهد الكبير لجلالة الملك عبد الله الثاني اقليميا وعالميا، وإطلالات الملكة الإعلامية عبر القنوات الأمريكية ، ومبادرات ولي العهد في عمليات الإغاثة، وحديث رئيس الوزراء المتقدم قبل أيام، وكذلك ما تم من عمليات إنزال جوي على المستشفى الميداني الأردني في غزة، وتنفيذ أعمال إقامة مستشفى ميداني في نابلس بالضفة الغربية ، والأهم من ذلك نيابيا بتحويل كافة الاتفاقيات التي وقعت سابقا مع هذا العدو، إلى اللجنة القانونية في مجلس النواب لإعادة فتحها من جديد وإعادة النظر بما يخدم الأردن والأشقاء في فلسطين ...
وهذا السخط الشعبي والنقابي والسياسي المتميز بالوقوف صفا واحدا في وجه الكارثة التي حلت بأهلنا في عزة، يعطينا تذكرة مرور أن الأردن الكبير بكل ما فيه يقف بشكل واضح وصارخ وبكل الأساليب والأدوات مع أهلنا في فلسطين وغزة هاشم، وأن القضية الفلسطينية كانت وما زالت وستبقى قضية الأردن الأولى قيادة وحكومة وشعبا...
هذه التحركات الأردنية بلا شك ازعجت صناع القرار في دويلة الكيان فكان الرد الجبان على المستشفى الميداني وإصابة عدد من العاملين هناك ،...
نعم كلام الوزير الأردني الواضح نزل مباشرة ودون تشويش على صناع القرار في إسرائيل فكان الرد سريعا وعلى لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينين حيث قال إذا كان الأردن يريد أن يعطش سكانه، فهذا حقهم مشيرا إلى أن إسرائيل لديها ما يكفيها من الطاقة والمياه...
بقناعتي أن حرب غزة سَحبت البساط من تحت أقدام الحكومات العربية وحتى العالمية وأن قرار الشعوب هو من يتحكم بالمشهد اليوم وأن قواعد اللعبة ودهاء السياسة والسياسيين قد انتهى بعد هذا الإجرام الذي لا يقبل به أي ضمير حي.
هذه الهجمة البربرية النازية عرت مجرمي الكيان وألجمتهم وستوقف عهر رئيسهم ومن يقف خلفه، وما هذه الوقفات العالمية التي أصبحت تتسع يوما بعد يوم إلا دليل قاطع على رفض الشعوب للوقوف الأعمى خلف حكوماتهم والسماح لتجار الحروب والسياسة في بلدانهم بالعمل كما يحلو لهم...
اليوم السياسة الأردنية ومن خلال وزير خارجيتها بعثت برسالتين واضحتين
أولهما:- للعالم أجمع مفادها أن لا أمن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة برمتها دون تحقيق سلام عادل وشامل، يشكل حل الدولتين سبيله الوحيد، وأن الأردن لن يحيد عن الدفاع عن مصالح فلسطين وقضيتها العادلة حتى يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة..
وثانيا:- هي كذلك رسالة وبذكاء إلى الأشقاء في عالمنا العربي وخصوصا المخدوعين أو المهرولين نحو السلام مع هذا الكيان مفادها أن هذا الكيان لا عهد لهم ولا ذمَّة ولا دين، كيف لا وهم قتلة الأنبياء والمرسلين، فلم يسلم البشر ولا الشجر ولا حتى الحجر من بطشهم، قصفوا المستشفيات والجامعات والمدارس والمساجد والكنائس دمرو كل شيء، فهل يعقل أن يتحقق السلام مع كيان يريد أن ينتقم حتى من الأطفال الخدج من أبنائنا.