بات طبيعيًا التطور اللافت في الخطاب الرسمي الأردني ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وبدا ذلك في تصريحات تناقلتها وكالات الأنباء والإعلام الأردني، كان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، صرح بها لقناة الجزيرة، وقال: لن نوقع اتفاقية الماء مقابل الكهرباء، مشيرًا إلى أن اتفاقية السلام وثيقة على الرف يغطيها الغبار.
توافقت تصريحات وزير الخارجية، مع ما وصفه وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة د. مهند مبيضين، بالقول إن قصف إسرائيل محيط المستشفى الميداني الأردني/ غزة 76، يترجم غضب إسرائيل من صلابة الموقف الأردني تجاه وقف الحرب على غزة، ومنع تهجير الغزيين، والسماح بإدامة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.
*إسرائيل قتلت بيئة السلام، وأوجدت الكراهية
الوزير الصفدي، شدد غضب الدولة الأردنية من دولة الاحتلال الإسرائيلي بالتأكيد: إسرائيل قتلت بيئة السلام، وأوجدت بيئة من الكراهية لا يمكن معها أن يكون هناك علاقات سلمية طبيعية معها، وتابع: كان هناك حديث عن تبادل الطاقة والمياه كان يُفترض أن نوقعها الشهر الماضي، لن نوقعها.
*اتفاقية السلام.. ستكون وثيقة على رفّ يغطّيها الغبار في مستودع ما.
.. وتأكيدًا على احترام مواقف الشعب الأردني والرأي العام قال وزير الخارجية: وقعنا اتفاقية السلام مع إسرائيل في إطار تحرّك عربي شامل للوصول إلى حلّ الدولتين، وهذا لم يتحقق، وفي هذه الأجواء هذه الاتفاقية ستكون وثيقة على رفّ يغطّيها الغبار في مستودع ما، نحن نحترم شعبنا والرأي العام.
.. وعزز الوزير الصفدي هذا الموقف بالإشارة إلى أن الدبلوماسية الأردنية، ما زالت، عبر كل الوسائل والاتصالات والمؤتمرات: مستمرون في جهدنا مع كلّ الدول المؤثرة لوقف العدوان على غزة، ونقول لهم إن الفشل في إجبار الإسرائيليين على وقف جرائمهم يطعن في صدقية كل مؤسسات العمل الدولي المشترك، إسرائيل تتحدى المجتمع الدولي.
وزير الخارجية: لو أن أي دولة قامت بما قامت به إسرائيل لجرى فرض عقوبات عليها، ودعا الوزير الصفدي، العالم عليه أن يواجه حقيقة أن ما تقوم به إسرائيل دمّر كلّ جهود السلام التي جرى العمل عليها لعقود مضت.
*كسر الحصار على قطاع غزة
مما كشفه وزير الخارجية، طبيعة الجهود، التي تتزامن مع المواقف والالتزامات العربية والإسلامية، وقال: هناك جهد عربي مشترك لكسر الحصار على قطاع غزة، وهناك عمليات تجري على الأرض بهذا الخصوص، وقمنا بإنزال مساعدات لمستشفانا الميداني، ونعمل على إنزال مساعدات أخرى بما فيها حاضنات للأطفال.
*غزّة أرض محتلة حسب القانون الدولي
الوزير الصفدي، أشار إلى قضايا مهمة في الشريعة الدولية والقانون الدولي، أهمها:
*أولًا:
غزّة أرض محتلة، حسب القانون الدولي، وإسرائيل تعمل الآن على إنتاج بيئة إنتاج العنف والرفض بكلّ الوسائل المتاحة
*ثانيًا:
لن يقبل الأردن- بالتالي وأي دولة عربية- الدخول بأي حوار حول من سيدير غزة بعد الحرب، وإذا أراد المجتمع الدولي الحديث عن اليوم التالي للحرب على غزة فعليه أن يوقف الحرب فورًا، وبعد وقف الحرب لن نقبل بفصل غزة عن الضفة الغربية
*ثالثًا:
إسرائيل توجد البيئة التي لن توجد إلا مزيدًا من القتل والعنف، ولا يتوقع أحد من أبناء غزة قبول احتلال غزة
*رابعًا:
الاحتلال جريمة والدفاع ضد الاحتلال حقّ، ولا يعتقد أحد أن إسرائيل بقوتها يمكن أن تسكت الناس عن حقوقها
*د. المبيضين: صلابة الموقف الأردني.. وغضب إسرائيل.
تعتبر الحكومة الأردنية، بحسب تصريحات وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن قصف محيط المستشفى الميداني يترجم غضب إسرائيل من صلابة الموقف الأردني تجاه الحرب على غزة؛
..ولفت، خلال مداخلة هاتفية على إذاعة الأمن العام، إلى أن "إصابة 7 من كوادر المستشفى الميداني أمر طبيعي، لأن جيشنا العربي كان يقدم تضحياته على أرض فلسطين، وما حصل مع أبنائنا هو رد على المشككين والطابور الخامس الذي كان يشكك في هذا المستشفى وينال من سمعته وسمعة قواتنا المسلحة الباسلة".
.. وأن:"هذه الدماء الأردنية سالت على أرض غزة، ونحن اليوم في شرف الكبرياء، وفي خندق الأمة والدفاع عن فلسطين، ووقف الحرب على غزة وحماية أهلها".
.. وعكس الوزير د. المبيضين، انطباعات التأثير الحراك السياسي والدبلوماسية والأممي الأردني، وأكد أن إسرائيل منزعجة من الجهد الدبلوماسي الأردني الذي أنتج حالة دولية، أسهمت في اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار الأردني الذي يطالب بوقف العدوان على غزة، وإيصال المساعدات لسكان القطاع، مبينًا أن هذا القرار حصل على تأييد من 120 دولة، ونبه إلى أن الملك عبدالله الثاني أكد خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي أقيمت في الرياض الأسبوع الماضي، أهمية بناء تحالف دولي لإدامة وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، ذلك أن "ما يجري في غزة أكبر من جريمة حرب، وهي إبادة جماعية وشرعنة للقوة والغطرسة الإسرائيلية، وبالتالي دمار كامل على جميع المنشآت والمرافق الحيوية، والمنازل والبيوت والمساجد والكنائس، والذي يقصف كنيسة ومسجدًا ليس من البعيد عنه أن يقصف مستشفى أيًا كان صفته أو شكله".
.. عمليًا :الأردن مستمر وفق التوجيهات الملكية السامية، ورؤية الملك عبدالله الثاني في دعم الأشقاء في غزة والضفة الغربية، مشيرًا إلى أن المملكة أرسلت اليوم الطائرة الإغاثية السادسة إلى مطار العريش بمصر، والتي تحتوي على 45 طنًا من المواد الطبية لدعم القطاع الصحي في غزة، إذ سيتم تسليمها للمستشفيات هناك من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بالإضافة إلى أن القمح الأردني لا يزال يذهب للأهل في الضفة الغربية تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء بتخصيص 45 ألف طن من القمح والحبوب للأشقاء في الضفة.
وأكد المبيضين أن المشهد الأردني لم ينقطع خيره إلى الأهل في فلسطين، ويتكامل مع الموقف الشعبي من القطاع الخاص والأفراد والمؤسسات، لافتًا إلى أن طلبة الجامعات من قطاع غزة الذين يدرسون في الجامعات الأردنية يلقون دعمًا من زملائهم الأردنيين الذين يقفون دائما في صف أمته وقضاياها العربية وخصوصًا القضية الفلسطينية.
.. تثير الارتدادات السياسية، ومواقف الأردن من الحرب العدوانية على غزة، عدة تساؤلات من واقع الحرب ومخاوف الأردن من تمادى حكومة الحرب الإسرائيلية، التي خرقت وتحدت العالم بالحرب التي دمرت قطاع غزة ومارست تطرفها ومجازرها أمام المجتمع الدولي، ومنظمات العالم الأممية والإنسانية التي وقفت وشلت جهودها، والخوف القادم من التصعيد العسكري الأمني الذي قد يجتاح كل فلسطين، الضفة الغربية والقدس، والمنطقة بأكملها.