للأسف؛ ما زال عدد كبير من أبناء الأمة العربية، يراهن على مواقف إيران عسكريا أو سياسيا، تجاه الحرب الدائرة في قطاع غزة بين كتائب القسام، وجيش الاحتلال الاسرائيلي .
وعلى من يراهن؛ على مواقف قيادة إيران السياسية ، والمراجع الدينية، أن يتفقه في أصول العقيدة الشيعية، وأن يبحر في تاريخ المنطقة ، ومواقف إيران، إضافة إلى تعلم فنون اللعب في الأوراق وكيفية استثمار المواقف بشكل تكتيكي حسب مفهوم التقية الشيعية.
ونحن، لنا تجارب، كيف كانت مواقف إيران تجاه احتلال أفغانستان ، والعراق ، وكيف استغلت المواقف ، لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية.
المشهد السياسي، في المنطقة يؤشر إلى أن إيران تدعم ادوات ومليشيات مسلحة ،، لتشكل درع لها ، و ورقة ضغط على امريكا، والمجتمع الغربي، والدفاع عن مصالح إيران، واشغال العالم وإبعاد أنظاره عن المشهد الايراني الداخلي.
وفي المقابل، تسعى إلى كسب الوقت، لتطوير برنامجها النووي ، ومنظومة الصواريخ البالستية ، وقدراتها العسكرية لتدخل النادي النووي .
عقيدة إيران الشيعية ، قائمة على عدم مشاركة الجيوش الإيرانية بصورة مباشرة في معارك خارج حدود إيران ، وأن هذا الأمر ، مناط بخروج المهدي المنتظر .
وان مواقف إيران من القضية الفلسطينية، هي شعارات، وخطاب ديني موجه لكسب تعاطف الشعوب العربية ، وتحقيق طموحات توسعية خدمة لمخططات المراجع الشيعيه في إيران.
الجهة المستفيدة من هذه الحرب، هي إيران، وأدواتها تضغط في المنطقة، بشكل تكتيكي، وحزب الله يلوح بتوسيع الحرب ، وهذا لن يحصل ، وانما يرغب استنزاف المنطقة وشعوبها و ارباك وخلط الأوراق الإقليمية، وهذا يرتبط بالمواقف الإيرانية ومصالحها مع الغرب، وفي تقديرنا، أن إيران تخلت عن أدواتها في غزة، وسجلت مواقف أكثر مرونة سياسية، وتحسين صورتها أمام الرأي العالمي.