في حرب غزة انكشف وجه مترسب لصراع تاريخي في الاردن.

هناك صراع لا مرئي بين خندق وطني وخندق افرنجي و"استعماري " يسانده طابور خامس.

من الصعب افتراض وساطة او مسافة صفر او نقطة التقاء بين الخندقين والتيارين.

في الطابور الخامس، سياسيون ومثقفون وكتاب يروجونفي حرب غزة لرواية معاريف وواشنطن بوست، والحرة الامريكية ، وتوماس فريدمان ، واودي كوهين.

يسوغون من الالوان "قوس القزح " خطابا يدافع عنالمشروع الامريكي والاسرائيلي، ويقذفون اتهامات للحركة الوطنية الاردنية ولحماس و المقاومة ومشروعها الوطني و الاقليمي .

و هم مجندون للدفاع عن وادي عربة، ومشاريع السلام والتطبيع القديم والجديد مع الكيان الصهيوني.

و طبعا ، يتلقون الاوامر والتعليمات من مكاتب الادارة الامريكية في واشنطن و اذرعها .

من المفارقات ان طبول الطابور الخامس يدقها ليبراليون اردنيون وتيار التوطين والوطن البديل والتجنيس، والحزب الامريكي والاسرائيلي في الاردن، وهم صريحون في انتاج خطاب سياسي معاد للدولة الوطنية ومؤسساتها والسيادة الوطنية، ومشاريع التحرر الوطني .

والعداء اولا يكمن ضد الدولة الاردنية، وهم يسعون الى استبدال الدولة بسلطات محلية فارغة، وديمقراطية مجالس قروية، وديمقراطية كاركوش، ومجالس ادارة شركات، وتحويل الدولة والمجتمع الى كانتونات تؤدي ادواراً ووظائف ، وخدمات لوجستية "تحميل وتنزيل"، وغيرها.