دولة الاحتلال الصهيونيّ، وبغبائها المنقطع النظير، وعبر عدوانها المدمّر، على الشعب الفلسطينيّ، في غزّة، حقّقت نصراً إيجابيّاً كبيراً للقضيّة الفلسطينيّة، عجزت عنه، كلّ آلة الإعلام العربيّ، والنظام الرسمي العربي .
مشاهد تدمير المنازل والمستشفيات والمساجد والكنائس، وقتل الشيوخ والأطفال والنساء، الّتي سيطرت على كلّ شاشات المحطّات التلفزيونيّة العربيّة، والعالميّة، وانتشرت، مثل البرق، عبر كافّة وسائط التواصل الاجتماعيّ، طبعت صورة جديدة، عن القضيّة الفلسطينيّة، لدى جيل جديد، من الأطفال والشباب، وأعادت إحياء القضيّة في عقولهم، بعد أن كنّا نعتقد أنّهم لا يعرفون شيئاً عن جرائم الاحتلال، بحقّ شعب أعزل، يناضل من أجل حقّ تقرير مصيره وبناء دولته المستقلّة.
كنّا نعتقد، أنّ ثمّة أجيال عربيّة نسيت فلسطين وقضيّتها، أو لا تعرف عنها سوى أنّها محتلّة، لكنّ مشاهد الرعب في الحرب المجنونة على غزّة أحيت القضيّة عندهم.
وليس غريباً أن تدخل إلى سوبرماركت، في أحياء المدن الأردنيّة، والعربيّة، لتشاهد أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم الستّ سنوات يحملون بأيدهم ورقة مكتوب فيها الشركات الداعمة للكيان المغتصب لأرضنا، حتّى لا يشتروا منها، وهذا سلاح جديد يضاف إلى سلاح المقاومة.
أيّ وعي جديد هذا…!
صدارة القضيّة الفلسطينيّة، كأولويّة لدى كلّ شعوب العالم، وإحيائها لدى الأجيال الجديدة، جاء نتيجة تعنّت وتخبّط اليمين المتطرّف، الحاكم في الدولة الصهيونيّة، لدرجة شاهدنا فيها طلّاب المدارس الثانويّة في الدول الغربيّة يخرجون للتظاهر مؤيّدين الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيّ، ناهيك عن التظاهرات الضخمة في مدن أوروبا وأمريكا وباقي أربع جهات المعمورة.
حركة المقاومة الفلسطينيّة، في غزّة أوّلاً، ثمّ في الضفّة الفلسطينيّة ثانياً، ورغم كلّ الخسائر المادّيّة بالأرواح والممتلكات، وكلّ شيء، إلّا أنّها أعادت الأمل بشيء نسيناه، أو تناسينه، ألا وهو مشروعيّة المقاومة للدولة الّتي تحتلّ أرض الشعب الفلسطينيّ.
سينشأ جيل جديد، غصباً عن الجميع، مؤمن بالمقاومة، كسبيل وحيد لتحرير الأرض والإنسان ومؤمن، أيضاً، أنّ البندقيّة هي خطّ الدفاع الوحيد للأوطان ضدّ العدوان.
وإذا استطاعت دولة العدوّ، لا سمح اللّه، هزيمة المقاومة، ستواجه قريباً، أجيالاً كثيرة من الشباب العربيّ المؤمن بالمقاومة، أكثر قوّة وصلابة وإيماناً بقضيّته وضرورة إعادة الحقّ المغصوب إلى أصحابه.
إنّهم جيل الغضب الساطع...!!
والغضب الساطع آت، لا محالة، طال الزمن أم قصر…!