احتلت إسرائيل قطاع غزّة سنة 1967، وبنت فيها 25 مستوطنة وعدة معسكرات لجيشها.
وحسب اعترافات وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان: نحن نحكم غزة في النهار، وهم يحكمونها في الليل. وفعلاً كان يحكمها في الليل جيفارا غزة- محمد الأًسود بطل المقاومة الفلسطينية، الذي غنت له زوجته المناضلة وداد: «يا كوز الذهب يا اللي انكسرنا فيك ...»
أدت ضربات المقاومة الفلسطينية إلى فرار الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.
فكك الإرهابي شارون رئيس وزراء إسرائيل، المستوطنات التي بلغ عدد سكانها 8500 مستوطن، وأخلى معسكرات الجيش من قطاع غزة، وكان ذلك نتيجة لمعركة «أيام الغضب» التي فشلت فيها إسرائيل بلجم إطلاق الصواريخ من غزة فانتهى بذلك الوجود الاستيطاني الإسرائيلي بالفعل، بإعلان إنهاء الحكم العسكري الإسرائيلي هناك.
وقد نجم عن عملية طوفان الأقصى الفريدة الرهيبة، بروز ظاهرة النازحين واللاجئين الإسرائيليين لأول مرة من بلدات «غلاف غزة» وعدد مستوطنيها 37 ألفا، في مناطق أشكول وأشكلون وساعر هنيغف، علاوة على تهجير مستوطني المستعمرات القريبة من الحدود اللبنانية الفلسطينية.
إن التلويح بإدارة أو احتلال أو استيطان أو استعمار قطاع غزة مجددا، هو إنكار للدروس المريرة التي تلقاها كيان الاحتلال الإسرائيلي في هذه البقعة الضيقة التي لا تتجاوز مساحتها 365 كيلو متراً مربعاً.
إن ما بعد غزة هو غزة. وما بعد حماس هو حماس. وما بعد الطوفان، جلاء الاحتلال أو أن تتلقى اسرائيل طوفاناً اعتى عصفاً وأشد ضراوة وأعمق إيلاماً.
لن تتوقف المقاومة الفلسطينية رغم فداحة التضحيات وجلالها، ولن تكف الطوفانات الفلسطينية الجبارة عن التدفق، إلا بجلاء أو إجلاء الاحتلال الإسرائيلي الحقير، الخارج على الشرعية الأممية، المعتمد على فائض القوة والدعم الأميركي والأوروبي الذي يكفل للكيان الإسرائيلي الغاصب الإفلات من المساءلة والعقاب.
وأقتطف من حديث الصديق أيمن الصفدي وزير خارجيتنا البليغ الأسد، الذي قال لقناة المملكة أمس الأول: «حماس لم تُوجِد الصراع، بل الصراع هو الذي أوجد حماس. حماس انطلقت في بيئة القهر والحرمان وانتهاك الحقوق واستباحة الكرامة واستمرار الاحتلال».