مدار الساعة- قالت والدة الأسير الأردني في سجون الاحتلال الإسرائيلي مرعي أبو سعيدة ان "أمنيتي الوحيدة قبل أن أقابل وجه ربي، أن أكحل عيناي برؤية ولدي مرعي، ولو لدقيقة واحدة" .
واضافت أم مرعي والدموع تحبس الكلمات في حنجرتها في حوار نشرته صحيفة البيان الاماراتية ،الاربعاء، "في عام 2006 كانت الزيارة الأولى والأخيرة لي ولوالده فقط بعد أن حصلنا على تصريح زيارة له من الصليب الأحمر الدولي، ولم يسمح لزوجته وولده بالزيارة حتى اللحظة" .
وتعتقل إسرائيل أبو سعيدة منذ 4 آب 2004، وحكمت عليه بالسجن 11 مؤبداً ويقبع في سجن ريمون .
وناشدت الوالدة المؤسسات الحقوقية ووزارة الخارجية والسفارة الأردنية لدى إسرائيل بالضغط على الجانب الإسرائيلي للسماح لها بزيارة ابنها، مشيرة إلى أن ابنها مرعي من مواليد مدينة الزرقاء، إذ اعتقل بطريقة وحشية أثناء تواجده في الضفة الغربية لزيارة قريب له، ووجهت له المحكمة العسكرية الإسرائيلية تهمة الشروع في قتل اسرائيليين، وحكمت عليه بالسجن المؤبد 11 مرة تاركاً وراءه زوجة كانت حاملاً بولده الوحيد أحمد، وعمره الآن 13 سنة.
وتعرض الأسير أبو سعيدة للضرب والتنكيل على أيدي السجانين قبل أعوام، أسفرت عن إصابته بآلام دائمة في ظهره ورقبته، إضافة إلى ضعف حاد بالبصر، وشارك إخوانه الأسرى في الإضراب عن الطعام ضمن معركة الأمعاء الخاوية، وعزل في زنازين انفرادية معتمة أكثر من مرة.
أما الأسير محمد مهدي سليمان (19عاماً) فحاله لا يقل سوءاً عن حال أبو سعيدة. فهو أصغر أسير أردني في سجون الاحتلال، اعتقل عام 2013 بتهمة رشق المستوطنين بالحجارة، وحكمت عليه المحكمة العسكرية الإسرائيلية بالسجن 15 عاما، ولم يتمكن ذووه حتى اليوم من زيارته.
وكان والد محمد خاض إضراباً عن الطعام مطالباً الجهات المسؤولة الضغط على إسرائيل السماح له بزيارة ابنه.
وفي حديث له قبل أيام ناشد المؤسسات الحقوقية والإنسانية العربية والدولية بضرورة التدخل العاجل للسماح له باحتضان ولده وضمه إلى حضنه لاسيما انه الفرد الوحيد في العائلة الممنوع من الزيارة.
وتشير الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن لجان الدفاع عن الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية إلى أن عددهم يبلغ 26 أسيرا و30 مفقودا، أشهرهم الأسير الأردني عبدالله البرغوثي المحكوم عليه بالسجن 67 مؤبداً منذ العام 2003.
ويعاني الأسرى الأردنيون في معتقلات إسرائيل من ظروف قاسية، تفتقر إلى مقومات الحياة الإنسانية، إذ يخضعون لعقوبات قاسية وتمارس سلطات السجون عليهم ممارسات التنكيل والعزل الانفرادي، ويعاني بعضهم من أمراض مزمنة، ويمارس بحقهم الإهمال الطبي، أما ذووهم فعدا عن تجرعهم مرارة غياب أبنائهم فهم محرومون من زيارتهم ولو لمرة واحدة في العام.