يبدوا أن اميركا وجدت نفسها متورطة في العدوان على غزه وتقديمها الغطاء العسكري والسياسي والدبلوماسي لتحقيق إسرائيل لأهدافها من خلال هذه الحرب التي لم تحقق شيء من تلك الأهداف خلال سبع وثلاثين يومًا من هذه الحرب ، سوى تدمير المباني وقتل الأبرياء وحرمانهم أساسيات الحياه والبقاء على قيد الحياة بتدمير ممنهج للمؤسسات الطبيه والخدمية وفرض التهجير القسري لسكان غزه ومن ثم قتلهم مما آثار ذلك حفيظة المجتمع الدولي والرأي العام الغربي أمام هذه المذابح الإنسانية وصمود أهل غزه ومقاومتها أمام آلة الحرب الإسرائيلية ، مما أحدث تغييرا كبيرا في العالم وألقى بضلاله على هذا الدعم الأميركي الغير مبرر أمام كل ما يجري والتي ظنت اميركا أن آلة القتل والدمار الإسرائيلية ستحقق غايتها ولكن ما تحقق هو فشل إسرائيل في السيطره على قطاع غزه أمام هذه المقاومة التي استطاعت أن تفرض نفسها على الرأي العام العالمي بأنها صاحبة الأرض والحق وأن لها حق الدفاع عن نفسها
إحراج اميركا والغرب أمام الرأي العام الانساني الذي يطالب بوقف هذا الاحتلال وإجباره على إنفاذ القانون الدولي ووقف نزيف الدم مما يشكل ضغط على صُناع القرار في اميركا لإعادة تقييم موقفها الذي إن استمر فإنه سيشكل تهديداً للمصالح الأميركية التي ورطت نفسها بالعدوان على غزه رغم معرفتها بعدم تكافؤ ميزان القوى ، وأن الرأي العام العام العالمي بمجمله أصبح يدرك أن من يريد أن يوقف هذه الحرب عليه التوجه إلى الإدارة الأميركية التي تورطت ودعمت هذه الحرب لأنها اعتقدت أن العدوان الصهيوني سيحقق أهدافه المزعومه خلال فترة وجيزة ،
لكن ما حدث من صمود للمقاومة أفشل الرهان الأميركي وأصبحت الكلفة البشرية الهائلة تشكل ضغطًا مباشرًا على هذه الإدارة التي تبنت الرواية الإسرائيلية وكان برفع الصوت عالياً داخل الكونجرس الأميركي مدعوما بالرأي العام الأميركي لوقف هذا العدوان الذي لم يحقق سوى الدمار والهزيمة الاخلاقية المُدوية أمام هذا العالم الذي اصبح ينظر بعدم الرضا والسخط على هذا الدور الأميركي التي خالفت كل قوانين العالم بدعم حليفتها إسرائيل وما نتج عنها من إجرام لتتداعى الدول العربية والإسلامية لعقد قمة الرياض والتي كانت المخرجات كما رأينا وقف هذه الحرب وكسر الحصار الظالم وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، ولهول الاستهتار الأميركي والاسرائيلي بالحياة الإنسانية للإنسان الفلسطيني سارعت باريس لعقد مؤتمر إنساني يدعوا للتوقف عن قتل الأطفال والنساء وإيجاد ممرات انسانيه من خلال فرض الهدن الإنسانية التي تسمح بالمرور الأمن وإيصال كافة المساعدات الإنسانية والطبية ورغم كل هذا إلا أن ما زالت الحرب الإسرائيلية تستعر في غزه مما يشكل تهديدا عالميًا وشيكًا وعلى اميركا أن تدركه جيدا وتدرك أن تورطها في هذه الحرب لم يستطيع توفير الانتصار لكيان الاحتلال ويحمل اميركا المسؤولية تجاه مايحدث وأن عليها الخروج من تحت ظل الجناح الاسرائيلي الذي سيضرب مصداقية اميركا في هذا العالم التي دعمت هذا العدوان منذ اليوم الأول وأننا ندعوا الرأي العام الأميركي أن يقوم بدوره للضغط على الإدارة الأميركية لوقف نزيف الدم في غزه وردع إسرائيل وزعامتها وغطرستها المزيفه التي لمم تحقق سوى قتل الأطفال والنساء .