أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

موقفنا


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

موقفنا

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
في عاصمة عربية, قام سياسي عربي بالتعليق على قصة إرسال طائرة عسكرية أردنية إلى غزة, محاولا التقليل من شأن هذه العملية وأنها تمت بالتنسيق مع الأمريكان.. لكن أحد السياسيين الفلسطينيين رد عليه قائلا: (على الأقل كونوا مثل الملك عبدالله الثاني).
أنا لا أريد أن أمارس نمط الصحافة التقليدية في الحديث عن الموقف الأردني, سواء كان رسميا أم شعبيا, ولا يهمني تلك اللغة الدارجة في سرد هذا الموقف.. ولكن لو كان للأردن أبوابا مع غزة فهل ستقفل؟ حتما لا... حين يستطيع وطن أن يجعل من السماء بابا ومن المدى معبرا ويصل لغزة ولو كانت القصة رمزية, فالأمر حتما يعتبر انجازا مهما... ويعبر عما داخل السلطة والناس, ويعبر عن موقف الأصل أن يحتذى به ولا ينتقد.
في الصحافة أكره استعمال جملة الوطن الصغير بحجمه, الأردن ليس صغيرا لابالحجم ولا بالمواقف, وأكره اللغة التي تستعمل في إطار الدفاع عن مواقفنا.. لأن الذي يدافع هو الذي يشعر بأنه تحت دائرة الاتهام, ونحن لسنا بالمتهمين أبدا.. ما كان يجب التركيز عليه هو: أن الأردن ترك الحرية للناس كي تتظاهر وتعبر وتنطلق في كل الساحات... الأردن أيضا لم يفتح معتقلاته, ولم يقم بتقييد حركة حزب ولم يضع الحواجز أمام حركة بعض السياسين, والأهم أن خطاب الخارجية الأردنية لم يكن بالخطاب الخجل أو المحاييد بل كان منحازا تماما لغزة بكل ما فيها من شعب وفصائل ومقاومة... كانت المرة الأولى التي يتحدث فيها الأردن عن سيناريوهات الحرب, حين كان البعض قبل الأزمة يعتبر إسرائيل القوة الكبرى في الشرق الأوسط.. نظر الأردن إلى عملية التهجير على أنها إعلان حرب عليه.. وأنه سيقاتل دفاعا عن سيادته الوطنية.
الأردن لم يفكر بالمساعدات, لم يفكر باللويبيات الصهيونية في الإدارة الأمريكية والمتربصة به, والتي قد تعلق المساعدات... لم يفكر بالدعم الأوروبي, لم يفكر باقتصاده... ولم يقدم لغة المكاسب على لغة المبادئ.. بالمقابل الأطراف الأخرى فكرت بكل ذلك, وقدمت موقفا خجولا جدا.
أنا صحفي وعبر مؤسستي الرسمية $, والتي تملك فيها الحكومة ما يقارب ال 60% كنت منحازا لحماس وللمقاومة, تركت كل المقالات التي تعبر عن ذلك كي ترى الضوء, بالمقابل كانت بعض الصحف العربية وما زالت تمنع وضع كلمة حماس على صفحاتها, كنا نتواصل مع السياسين (الحمساويين).. كنا نخرج في المسيرات, وكنا ننتقد ضعف بعض جوانب الإعلام الرسمي أمام رئيس الوزراء.. كنا نتحدث عن شعبية (ابو عبيدة) أمام كل المسؤولين, ومع ذلم لم يكتم صوت ولم يمنع أحد من الحديث, ولم يوجه لأحد ولو بالإيحاء جملة.. تحاول أن تثنيه عن هذا المسار... في هذه الأزمة لم تمارس الحكومة الحياد, وتلك المرة الأولى التي يتحدث فيها الأردن علانية عن حرب مع إسرائيل كما قلت سابقا.
بعد أن ينقشع غبار المعركة, وبعد النصر الأكيد... حتما سينصفنا التاريخ... على الأقل نحن لم نكن على الحياد, ونحن لم نمارس الخوف.. ونحن كنا القضية وكنا أهل الموقف الصلب.
حمى الله وطني..
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ