أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

دمية لم تُشْتَرَ

مدار الساعة,مناسبات أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كتبت: لين بينو
جمعت من مصروفي خمسة دنانير لاقنع امي بشراء دمية جديدة، كنت احلم بتلك اللحظة التي احمل بها دميتي وانام، حتى انني عددت الدنانير أكثر من مرة كي اطمئن انها تكفي، وعندما وضعت رأسي على مخدتي لأنام، صدر صوت من بعيد ليحط على قلبي وعقلي وفوق منزلي ايضاً، انه صوت الصواريخ التي لم تتوقف وغطت سماء غزة بالسواد فجأة..
لطالما كانت حياتنا صعبة، لست أدري تماما لماذا، كنت اعتقد ان جميع الاطفال مثلنا، يعيشون للحفاظ على حياتهم قبل كل شيء، ويترعرعون في احضان الخوف والمشقة.
لكن احيانا كانت امي تعطينا هاتفها لتلهينا عن الخوف والجوع، فأشاهد فيه اطفالاً يلعبون في منازل جميلة، ولديهم العاب رائعة ويلبسون أجمل الثياب ويأكلون اطيب الطعام، وعندها عرفت انني كنت مخطئة في اعتقادي ان الجميع يعاني ويحيا مثلنا. طفولتنا تختلف عن طفولة باقي الاطفال.. سألت امي عن السبب، فقالت لي ان الله له تدابيره الخاصة وعلينا الثقة به وانه لا يظلم احداً، وأننا اصحاب قضية عظيمة علينا التمسك بها والدفاع عنها، وان الله لا يضيع اجر من يصبر ويرضى بقضائه.
وقتها لم افهم تماما ما عنته امي، ولكنني اردت شراء دمية تكون صديقتي وكاتمة لأسراري، فأخذت اجمع قرشاً وراء قرش وانا احلم بدميتي التي سألعب معها واحكي لها عن عالم ليس فيه خوف ولا جوع ولا حزن ولا اطفال يقتل اباؤهم..
يا إلهي!! لكن ما هذا الذي اراه!!
أأنت ابي حقا!! اين كنت يا ابي! لقد اشتقت اليك كثيرا!
ما هذا الهدوء العجيب! اين اختفت اصوات القنابل!! كم كانت مخيفة تلك الاصوات
ما هذا المكان الرائع!! اين نحن يا ابي!!
يااااه!!! كل هذه الدمى من أجلي!! شكرا يا ابي
كم انا سعيدة!! ليت امي واخوتي معنا الان! ارجو ان يلحقوا بنا سريعا!
كم سنكون سعداء هنا سوية!
يا إلهي! الان فهمت ما قصدته امي بكلامها!! لقد كنت محقة يا امي عندما قلت ان الله له تدابيره وانه لا يظلم احدا..
الحمدالله
  • Madar Al-Saa Images 0.4490719698538217
مدار الساعة ـ