مدار الساعة - قدم اللواء الركن (م) الدكتور محمد خلف الرقاد مدير التوجيه المعنوي الأسبق وأستاذ العلوم السياسية ورقة بعنوان :" الإعلام العسكري والحرب النفسية في الحروب والأزمات( الحرب على غزة أنموذجاً ) للندوة التي أقامتها جمعية عون الثقافية الوطنية أمس الأربعاء 8/11/2023 لمناسبة الحرب على الأشقاء في غزة والتي عقدت في غرفة صناعة عمان.
وقد أشاد اللواء الدكتور الرقاد بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني الذي سجل الدور الأردني المشرف تجاه الأشقاء في فلسطين بعامة في غزة بخاصة ، حيث تمكن من بناء موقف أردني أكثر تأثيراً في الموقف السياسي الدولي الذي بدأ ت تصريحاته بالتحول لرفع الحصار عن غزة ووقف التصعيد وإيصال المساعدات ، والعودة إلى حل الدولتين ، كما قاد جلالته بتوجيهاته للحكومة ولوزارة الخارجية الجهد الأردني لحشد الجهد السياسي الدولي لاستصدار قرار من الجمعية العامة لأمم المتحدة يصب في صالح الأشقاء الفلسطينيين في غزة ،
وأثنى اللواء الدكتور الرقاد على دور الإعلام الأردني الوطني الرسمي وغير الرسمي الداعم لإعلام المقاومة الفلسطينية وأذرعها العسكرية في غزة ، والإعلام العربي الذي عوض الأشقاء عن امتلاك وسائل إعلامية كما هو لدى إسرائيل.
وقال اللواء الرقاد إن الإعلام العسكري والحرب النفسية في الحرب على غزة يشكل الجزء الأهم في الحرب والذي ستبقى آثاره باقية ، وتناول في ورقته الإعلام العسكري الإسرائيلي ووسائله وأدواته وأساليب حربه النفسية ضد الأشقاء في غزة ، مبيناً أن الإعلام الإسرائيلي قد مارس في أساليبه الإعلامية وحربه النفسية الكذب والتضليل الإعلامي وغيرها من أساليب الحرب النفسية .
وأضاف اللواء الدكتور الرقاد أن إعلام المقاومة الفلسطينية حماس وأجنحتها العسكرية قياساً مع إمكاناته أمام الماكنة الإعلامية الإسرائيلية الضخمة يملك رؤية واستراتيجية إعلامية متطورة نجح من خلالها بتوظيف الإمكانات المتاحة لخدمة أهدافة الاستراتيجية العسكرية ، وتمكن من كسر أسطورة الإعلام والحرب النفسية التي توهم العدو بأنها هي الأقوى ، وأستغل إعلام المقاومة الفلسطينية في غزة ( السوشيال ميديا) ومواقع التواصل الاجتماعي والوسائل والأساليب الأخرى المتاحة ، وأحسن في إيصال رسائله الإعلامية العسكرية وممارساته للحرب النفسية المبنية على الحقائق ضد الحرب الإسرائيلية على غزة ، مما أدى إلى ضرب الاستراتيجيات الإعلامية المدنية والعسكرية الإسرائيلية ضربات نفسية ومعنوية موجعة زعزعت الثقة بالإعلام الإسرائيلي ، وأثرت معنوياً ونفسياً على القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل وأدت إلى توسيع شقة الخلاف بين القيادات السياسية والأمنية في إسرائيل مما أدى إلى ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي وتقديم الاعتذار عن إساءته لدور القيادات الأمنية الإسرائيلية .
وضربت الورقة مثالاً على الرؤية والاستراتيجية الناجحة لإعلام المقاومة الفلسطينية ذلك الفيديو القصير جداً الذي حمل رسالة إعلامية ونفسية من الأسيرات الإسرائيليات لدى قوات المقاومة الفلسطينية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي وإصرارهن عليه للسعي إلى إطلاق سراحهن مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، وأدى هذا الفيديو إلى خلق رأي عام مجتمعي ضد سياسة القيادة الإسرائيلية المتطرفة ، وخرجت المظاهرات الإسرائيلية أمام رئاسة الوزراء في إسرائيل وأمام بيت رئيس الوزراء الإسرائيلي، لقد أثر هذا الفيديو وعمل ما لم تتمكن الماكنة الإعلامية الإسرائيلية مواجهته .
تفاصيل أوفى في الفيديو الخاص بالندوة
