انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

البطاينة يكتب: حماس طموح وهدف من الصعب القضاء عليها


د. رافع شفيق البطاينة

البطاينة يكتب: حماس طموح وهدف من الصعب القضاء عليها

مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/09 الساعة 07:57
تتردد أحاديث وتصريحات إسرائيلية وأخرى أمريكية بدعم أوروبي بأن هدف استمرار العدوان الإسرائيلي هو القضاء على حماس وقادتها، وبدأت برسم السيناريوهات لمستقبل غزة ما بعد الحرب..وتطمح إسرائيل بالسيطرة على إدارة غزة أمنيا، وأنها لن تتمكن ولن يكون لديها القدرة على تهديد أمن إسرائيل..
باعتقادي أن هذا الطموح والرؤية والهدف الإسرائيلي والغربي لن يتحقق، وهو مجرد هدف وطموح وهمي من الصعب تحقيقه على أرض الواقع، لسبب بسيط أن حركة حماس ليست مجرد أشخاص وقيادات، وإنما هي حركة فكرية نضالية انبثقت نتيجة لاستمرار الظلم والعدوان والاضطهاد والحصار الذي تعرض له قطاع غزة بشكل خاص، والضفة الغربية بشكل عام، واستمرار الاعتداءات واجتياح المسجد الأقصى المبارك، والتضييق على المصلين الفلسطينيين، علاوة على الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ حوالي ثمانية عقود، بالإضافة إلى الاعتقالات التعسفية التي تملأ السجون الإسرائيلية معظمهم دون محاكمات، ويتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة، كل هذه الأسباب وغيرها من الأسباب والظروف اللاإنسانية التي عاشها ويعيشها سكان وأهالي غزة والضفة الغربية، ولذلك تولد لديهم الحقد والكراهية نتيجة لهذه الأعمال البربرية والهمجية والتعسفية، والحروب السنوية والدمار الذي كان يلحق بها سنويا من العدو الصهيوني، ولذلك فإن الظلم والكراهية يولدان نفس الشعور بالكراهية ويدفعان الناس للثأر وأخذ حقوقهم بالقوة، وبناء على ما تقدم من تراكمات جاءت فكرة حماس وغيرها من فصائل المقاومة، فالشخص الذي فقد عائلته أو شقيقه أو والده، أو والدته، أو زوجته، وأحيانا عائلته كاملة، وغيرها من الكوارث عدا عن تدمير البيوت والمباني والحرمان من الماء والكهرباء والغذاء والدواء لن ينسى، فسيولد جيل يحمل فكرا ثأريا انتقاميا مهما طال الزمن، فالأطفال الذين شاهدوا صور القتلى والجرحى والدمار، وعاشوا ظروف الحرب والتشرد والجوع لن ينسوا وستبقى الصور مخزنة في ذاكرتهم حتى يكبروا، ما لم يحصلوا على الاستقلال التام ويندحر الاحتلال الجاثم على صدورهم، والمقيد لحرياتهم، وحرمانهم من العيش بحرية وكرامة، خاطئ وواهم من يظن أنه سوف يقضي على حماس، لأن الحرب تلد أخرى، والجيل المقاوم يورث المقاومة إلى الجيل الذي يليه ما لم يتم حل القضية من جذورها، وهو زوال الاحتلال الإسرائيلي، والوصول إلى حل الدولتين، بما يؤهل الشعب الفلسطيني للعيش بسلام وأمن وأمان، تحت قيادة فلسطينية مستقلة، وللحديث بقية.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/09 الساعة 07:57