من الواضح ان اسرائيل لا يعجبها الموقف الاردني الصلب وهي تعتبره تحريضا ضدها واكثر من ذلك فهي تلاحق الجهد الاردني لوقف العدوان اينما بذل واكثر من ذلك تدس السم وتمارس تشويها لهذا الموقف بكل الوسائل المتاحة ومنها الشائعات وبث الفتنة ولديها من يخدمها بحسن نية او بسوء نية فلا فرق.
هذا الموقف الذي قدم رواية الحقيقة فيما يجري ضد رواية إسرائيل الزائفة في العالم الذي يسمي نفسه بالمتحضر هو ما يقلق اسرائيل فالمعركة بالنسبة لها ليست فقط قصف وقتل وتشريد بل كذب ودعاية وتزييف والاردن وملكه وملكته وحكومته وشعبه واعلامه يحرز نجاحا كبيرا في تقديم رواية الحقائق كما هي.
الاثر السلبي لهذا العدوان على الاقتصاد الوطني مرتبط بطول امده وهذا ما تتعامل معه الحكومة بواقعية وهي متنبهة وقد اتخذت الاحتياطيات اللازمة لمواجهته سواء عن طريق اتخاذ اجراءات داخلية لحماية الاقتصاد او الحصول على دعم من الدول الشقيقة والصديقة.
هذا التاثير يمكن التعامل معه طالما انه ياتي في سياقه الطبيعي وليس قاهرا فلدى الاردن تجربة وخبرة في التعامل مع الازمات مكنته من تجاوزها بحرفية عالية وقد كانت التجربة في ظل وباء كورونا وقبل ذلك توقف امدادات النفط العراقي بعد حرب الخليج الثانية وهذه الازمات خير دليل على ذلك.
ما اقصده بالتاثير السلبي القاهر هو ان حدوث ما هو غير متوقع من تطورات مثل ارتفاع مفاجيء لتكاليف الشحن ومخاطر اخرى تتعلق بظروف سلاسل التوريد للسلع والطاقة بحجج ان المنطقة كلها تقع ضمن دائرة الخطر او ان مصادرها تقع تحت التهديد وبالفعل لمسنا تراجعا في الحجوزات السياحة كما من المتوقع ان يتاثر النمو الاقتصادي فيما تبذل الحكومة جهودا ان يكون طفيفا.
والحالة هذه فان اسرائيل ستمارس التحريض على الاردن ظنا منها انها تستطيع ان تضغط على الموقف الاردني الصلب وظنا منها انها تستطيع معاقبة هذا الموقف.
لن نتحدث عن تعدد الخيارات هنا وهو ما كان يحب على الاردن ان يقوم به لحماية اقتصاده وامنه من اية محاولات لا عبث فاسرائيل لا تقيم للمواثيق والعهود الدولية قيمة، لكن مع ذلك فان هذا السلوك خطوة سبق وان قامت بها حكومة عدوانية تحتاج الى تحوط سريع وعاجل.
هذا قامت به الحكومة بالفعل ويثير الاعجاب تنبهها لكل الاحتمالات وهي بدات بالفعل لوضع خطة وهو ما يحب ان يكون الشعب الاردني مستعدا له فلكل موقف ثمن والاردن كان دائما ولا يزال يدفع اثمان مواقفه.