هؤلاء الذين يهولون من خسائر أهلنا في غزة في معركة مقاومتهم للاحتلال الاسرائيلي، ومثلهم أولئك الذين يبررون لمحور المقاومة تهاونه في نصرة غزة، خوفا من تدمير المدن والبنية التحتية لها، هؤلاء وأولئك يتناسون حقيقة من حقائق التاريخ، وهي الحقيقة التي تقول ان كلفة النصر أعلى من كلفة الهزيمة، لأن النصر ثمين وعزيز وغالي، فليقرأوا تاريخ الحروب في العصر الحديث ليروا كيف يكرر الصهيوني ضد قطاع غزة السيناريو الذي طبقه النازي في حصار ليننغراد ليهزم الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، فقد حاصر النازي وحلفاؤه المدينة لما يقرب من التسعماية يوم، وقطع عنها الغذاء والدواء والوقود، ورماها بمئات آلاف القذائف، وقتل فيها مئات آلاف من المقاتلين والمدنيين، بل ان بعض المصادر قدرتهم بمليون قتيل من بينهم 140 الف طفل،بالإضافة إلى تهديم معظم مباني المدينة، ناهيك عن تهجير مئات آلاف من سكانها الذين كان عددهم يصل إلى ثلاثة ملاين نسمة.
لكن صمود المدينة هزم النازي، وبدلا من ان يتوجه هو إلى موسكو، زحف الجيش الروسي إلى برلين، ليساهم في كتابة نهاية هتلر والنازية.
ولم يختلف الأمر بين فيتنام والولايات المتحدة الأمريكية، فبعد كل الدمار الذي أحدثه المحتل الأمريكي بالمدن الفيتنامية، وقتله وتشريده لمئات آلاف من المدنيين و المقاومين الفتناميين، انهزم المحتل الأمريكي أمام صمود ابناء فيتنام، كما فعل من قبلهم المحتل الفرنسي لفيتنام.
لذلك نقول انه لاشك بأن الحرب الهمجية التي يشنها العدو الاسرائيلي، هي حرب مؤلمة ولكنها محطة مهمة على درب التحرير، يرونه بعيدا ونره قريبا.