بعيدا عن ازدواجية المواقف الغربية المفضوحة والمدانة، لا يخفى على المتابع ازدواجية المواقف الشعبية العربية.
الكثيرون اليوم، يستسهلون تقزيم موقف الدول والجهات التي اتخذت موقفا شجاعا متقدما مما يحصل في غزة وفي المقابل يصمتون امام دول اخرى موقفها متخاذل وجبان.
مثال اليوم موقف الاردن، فضمن المعطيات السياسية، الاردن قدم موقفا متقدما حادا، بنظر البعض قد لا يكفي، وهذا رأي من حق اصحابه تبنيه، لكن هؤلاء يصمتون اتجاه مواقف دول اخرى متخاذلة ولا ترتقي للحدث، فيأتي بعضهم بانتقاد حاد للموقف الاردني ولا يملكون الجرأة لانتقاد مواقف آخرين لم ترتق لادنى مستويات الحدث.
مثال آخر الهجوم على حزب الله بعد خطاب نصرالله، فانقض البعض بطريقة قاسية طائفية وبتهكم ولوم وتناسوا ولم نسمع صوتهم اتجاه اخرين كانت مواقفهم مخزية. فتبين انهم اما لا يملكون الجرأة او كان دافعهم طائفياً.
المقصد؛ ان من ينتقد او يقلل من موقف الاردن او المقاومة مثل حزب الله عليه ان يهاجم اولا المتخاذلين ان كان صادقاً. عدا عن ذلك، هو او هم لا يمتلكون مصداقية او حتى جرأة، فانتقاد من يُقدِّم وتجاوز من يُقدِّم هو جبن.
الاصل دعم اي موقف متقدم واضح وحاد حتى لو رأيناه غير كافٍ، والاصل على من ينتقد ان يملك الرجولة بانتقاد المواقف المخزية لآخرين.