الأردن يقوم بدور عظيم وكثيف ومشرف لنصرة الفلسطينيين ورفع الظلم عنهم والاستباحة لإنسانيتهم. يرسل الأردن ونشامى القوات المسلحة سلاح الجو الملكي إمدادات للمستشفى الميداني الأردني لكي يقوم بدوره الإنساني والطبي الكبير لمعالجة أهل غزة المصابين وهم بالآلاف. الأردن يستثمر ثقله الدولي ومعاهدة السلام ليدخل المساعدات جوا لغزة وهذا موقف كبير يسجل للأردن وقيادته وشعبه.
الملك يغرد شخصيا بذلك معتزا بجنده وبموقف الأردن العظيم للتخفيف عن الفلسطينيين واسنادهم في محنتهم الظالمة التي استباحت الأطفال والنساء والشيوخ. الأردن قول وفعل ويقدم كل ما يستطيع لنصرة الفلسطينيين لقناعته بالظلم الكبير عليهم وإيمانه بحقهم في تقرير المصير.
الملكة في مقابلة جديدة مع سي ان ان تتحدث بلغة أردنية واضحة أن السلام وليس الحرب والقتل هو ما سيحقق الأمن لإسرائيل داعية العالم ليسأل نفسه كيف وصلنا إلى هذا الكم من القتل والكره وكيف يمكن تجنبه بالمستقبل، ومستنهضة الإنسانية فينا التي يجب أن تكون نبراسا لكل حر وشريف في شتى اصقاع العالم. الملكة تهاجم الاسلاموفوبيا ومعاداة السامية وتقول إن انتقاد إسرائيل وحربها على غزة ليس معاداة للسامية فاليهود في كثير من دول العالم هم ضد ما يحدث في إسرائيل ويدينونه بمسيرات حاشدة، ومذكرة أن المسلمين والعرب والمسيحيين واليهود عاشوا لقرون بسلام في الشرق الأوسط وان ما يحدث ليس نزاعا دينيا بل سياسيا مرتبطا بجرائم الحرب ضد المدنيين العزل في غزة.
وزير الخارجية يعقد مؤتمرا صحفيا مع وزيري الخارجية الأميركي والمصري، يتحدث بلغة قوية وبذات الوقت دبلوماسيا دقيقا، يقول إننا نختلف مع توصيف ان ما يحدث دفاع عن النفس، وقالتها الملكة في محطة سي ان ان القول بذلك إهانة لذكاء العالم. الصفدي يعلم أن حتى الأصدقاء والحلفاء يختلفون بالرأي ولكنهم يتحدثون بصراحة عن ذلك، ويعظمون المشتركات بينهم كما يرون الاختلافات، والولايات المتحدة لا تملك إلا أن تقبل ذلك وتحترمه. المؤتمر الصحفي جاء بعد لقاء وزراء خارجية الدول العربية الإمارات والسعودية ومصر وقطر مع الوزير بلينكن لكي يكون هناك حديث واشتباك دبلوماسي مباشر حول ما يحدث وأسبابه ومآلاته، وهذا أمر مهم يؤثر بموقف الدولة الاهم في ما يجري وهي أميركا ذات القدرة الكبيرة في التأثير بإسرائيل.
اشتباك أردني كثيف ونوعي لا بد أن يؤتي أكله، وإسرائيل في كل يوم تدرك أن مزيدا من دول العالم وشعوبه سوف تتعاطف مع الثمن الإنساني الباهظ الذي يتكبده الفلسطينيون في غزة والضفة، والمسيرات الهائلة بالعالم دعما لانسانية الفلسطينيين وضعت إسرائيل في وضع صدمة حول حجم التعاطف غير المسبوق معهم والابتعاد عن إسرائيل وسياساتها العسكرية والسياسية، وقد دخلت إسرائيل بالفعل مرحلة الدفاع عن النفس عالميا بسبب المآسي الإنسانية في غزة. الموقف الأردني عظيم ومشرف رفع هامات الأردنيين عاليا.