الدكتور فايز القيسي يحصل على دعم مادي لإنجاز دراسة علمية في التراث الأندلسي

المعنون بـ "بياض ورياض: دراسة وتحليل ومقارنة" على دعم من مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وذلك ضمن الدورة الثالثة من برنامج المنح البحثية الذي يشرف عليه المركز. وتبلغ قيمة الدعم التي حصل عليها القيسي(000, 75 ) خمسة وسبعين ألف درهم إمارتي.

وجاء اختيار بحث القيسي ضمن ثمانية بحوث علمية متميزة، حظي إنجازها بدعم مادي من لدن المركز، وتم اختيارها من ضمن 111 مشاركة من 17 دولة حول العالم، من بينها 13 دولة عربية، ودولتان آسيويتان ودولة واحدة من كل من إفريقيا وأوروبا. وتوزعت الأبحاث الثمانية التي وقع عليها الاختيار على مختلف حقول اللغة العربية مثل: تحقيق المخطوطات ودراسة التراث والأدب العربي، والنقد الأدبي وغيرها.

وتتناول دراسة القيسي حديث " بياض ورياض" لمؤلف أندلسي مجهول، تعود إلى القرن الثامن الهجري، وتتَّخذ من الحبِّ العذري محوراً لها. ومنها نسخة فريدة مخطوطة محفوظة في مكتبة الفاتيكان، وكتبت بخطّ مغربي جميل مكوّن من ثلاث وثلاثين ورقة. وزيَّنت بأربع عشرة منمنمة بديعة، تشرح مشاهد متعددة من لقاء بياض ورياض، وتصور خلفياتها جوانب مختلفة من الحياة اليومية في الأندلس.

وتبدو أهمية دراسة القيسي في أُمُورِ عِدَّةٍ منها أنه يقدم وجهة نظر جديدة لم يسبق إليها أحد من الباحثين العرب والمستشرقين، قائمة على نسبة النص إلى مؤلف أندلسي من أدباء القرن الثامن الهجري هو الأديب الشاعر والكاتب والمهندس المعماري الأندلسي أبو إسحق إبراهيم الساحلي الغرناطي المتوفى سنة 747هـ/ 1346م.

ومنها تحليل الخطاب السردي في الحديث تحليلاً وصفياً يفكك نصها ومكوناته الأساسية، وذلك في إطار بنية الاستهلال، ومستويات السَّرد، والشخصيات، وبنية الزَّمن. ومنها أيضاً أنه يتناول جماليات التشكيل اللغوي لنص القصة، إضافة إلى جماليات السرد البصري فيها، من خلال تحليل المنمنمات والكشف عن العلاقة العضوية التي تجمع بين السرد الأدبي والسرد البصري.

كما تبدو أهمية هذه الدراسة في تحليلها مظاهر التشابه والاختلاف بين طوق الحمامة وبياض ورياض العملين اللذين ظهرا في الأندلس الإسلامية، والحب المحمود الذي ظهر في إسبانيا المسيحية، على مستوى المضامين والصياغة الفنية.

وهي بذلك تمثل إنجازاً علمياً متميزاً في مجال دراسة التراث السردي الأندلسي خاصة، والسرد العربي القديم عامة

ويهدف برنامج المنح البحثية في مركز أبوظبي للغة العربية إلى دعم الباحثين العرب والناطقين باللغة العربية من أجل إنجاز بحوث ترتقي بالعربية وتدعم انتشارها محليا وعالميا بوصفها لغة علم وثقافة وإبداع. كما يشكل برنامج المنح البحثية حافزا مهما للباحثين، ويعكس حرص المركز على الارتقاء بالبحث العلمي في مجال اللغة العربية.