لم تكن الخيانة امرا من أخلاق العرب واطباعهم، ولم تكن هذه الصفة مألوفة لدى العرب حتى في جاهليتهم الأولى،كما يحاول البعض ترويج ذلك، عن قصد اوعن جهل، متناسين ان الأمانة و الوفاء بالعهد كنتا من الصفات التي يعتز بها العربي، ولم يكن لإين كان الاعتداء على حرماته، لذلك احبت قريشا محمدبن عبدالله وقدمته، هو شابا على سادتها في وضع الحجر الأسود بمكانه في الكعبة عندما اعادت بنائها، تكريما منهم منها التي كان محمدا رمزها حتى قبل بعثته، ولذلك استهجن العرب في المقابل خيانة ابي رغال، وتطوعه ليكون دليلا لجيش ابراهه الاشرم الحبشي الذي زحف إلى مكة لهدم الكعبة، وتحويل حج العرب منها إلى كنيسة القليس التي بناها في مكة، ولما مات ابو رغال قبل أن يصل جيش ابرهة إلى مكة حول العرب قبره إلى رمز للخيانة، وصار رجمه ركنا اساسيا من أركان حجهم قبل الإسلام، ليذكروا كل خائن بمصيره، واول ذلك النبذ والاحتقار وصولا إلى القتل.لان العرب وغيرهم من الشعوب يوقنون ان خطر الخائن أشد من خطر العدو المعلن والمعروف. فالخائن يضرب من داخل البيت ويطعن في الظهر، ويأتي من المأمن، وكثير ما يكون السبب الرئيسي الذي يمكن العدو من أهدافه، التي لم يكن ليحققها لولا خيانة الخائن، وهي حقيقة عانى كثيرا منها أهلنا في فلسطين، سواء في تمكين العدو من قتل قادة المقاومة مثل الشهيد يحي عياش وغيره، كما أعان هؤلاء الخونة العدو الاسرائيلي بالكشف عن الكثير من خلايا المقاومة سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
ومثلما ان في داخل فلسطين، خونه وعملاء للمحتل، علينا أن نعترف ان العدو الصهيوني نجح بتجنيد عملاء له في بلادنا العربية، اكتشف بعضهم في أكثر من بلد عربي، حيث مازالت ماثله في الذاكرة العربية قصة الجاسوس ايلي كوهين الذي كاد ان يصبح رئيسآ للجمهورية السورية، ومثلها قصة الجاسوس الذي كان في مرحلة سابقة مستشار لرئيس جمهورية بلد عربي شقيق.
ولأن خطر الخونة كبير فقد حرصت المجتمعات البشرية، على تحصين نفسها من الخيانة، وتطهير صفوفها من الخونة بشتى الوسائل بما في ذلك قتلهم واعدامهم.
مناسبة هذا الحديث عن الخيانه، هي اولا حصول كتائب القسام على كم هائل من المعلومات الاستخبارية عند اقتحامها لمعبر اربنز، وهي معلومات تتضمن اسماء الكثير من الخونة والعملاء أو ما يسميهم أهلنا في فلسطين "بالعصافير "مما يوفر فرصة تاريخية لتنظيف فلسطين من هؤلاء الحثالة، ويمنع عن العدو احد روافد قوته.
اما السبب الثاني للحديث حول هذا الموضوع فهو مزتبط بالحديث عن إعداد الأمة لما بعد معركة طوفان الأقصى، وهو إعداد يستدعي ضرورة تطهير صفوف أبناء الأمة من الخونة والعملاء، تقوية لامتنا واضعافا لعدوها.