صفعة السبت ٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٣ التي قامت بها حركة حماس الإسلامية بالإنطلاق من أرض الرباط غزة العزة بعملية طوفان الأقصى باقتحام المستوطنات اليهودية بغلاف غزة / أرض فلسطين المحتلة براً وبحراً وجواً والسيطرة عليها هي بداية نهاية الدولة اليهودية التي قدمها وزير خارجية المملكة المتحدة ارثر بلفور إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني بوعد بلفور بتاريخ ٢ نوفبر / تشرين الثاني عام ١٩١٧.
هذه العملية التي قام بها مجموعة من مجاهدين كتائب القسام التابعة لحركة حماس بالاشتراك مع فصائل المقاومة أودت بحياة مئات اليهود وجرح أكثر من ألف وأسر العشرات وفقدان المئات خلال يوم واحد عرّت اليهود وكشفت هشاشة نظام الحماية الذي صُرف عليه مليارات الدولارات ومدى جُبن جنودهم الذين اعتادوا على قتل الفلسطينيين بلا رحمة لن يجعل لليهود أي اعتبار ولا أي هيبة بعدها.
ان هذا الهجوم المباغت التي قامت به حماس هو بداية السير باجراءات شهادة وفاة الدولة اليهودية التي فشلت حكومتها برئاسة بنيامين نتنياهو فشلاً كبيراً عسكرياً واستخباراتياً في توقع هذا الهجوم وصده حيث أنه أرعب دولة بأكملها وكان مهيناً بقدر ما كان مميتاً.
بدأت لعنة العقد الثامن لليهود التي تطاردهم كل ٨٠ سنة، فجميع الكُتّاب والمفكرين والسياسيين والمتنبئين اليهود يرون أن تفشي الفساد وكثرة النزاعات بين التيارات داخل الدولة اليهودية سيكون له دور في زوالها، حيث قال ابرز المتنبئين اليهود الذين يعودون في فرضياتهم إلى روايات تاريخية ودينية تقول إن اليهود لم يعمرّ لأسلافهم سوى كيانين أو مملكتين وهي مملكة داوود وسليمان ومملكة حشمونائيم وكلتاهما كانت بداية تفكيكها وزوالها في العقد الثامن من عمر المملكة، و ما يسمى به حالياً اسرائيل (دولة اليهود) ستحل عليها نفس اللعنة ان شاء الله، وهنا يجدر الإشارة إلى أن لعنة ٨٠ سنة ليس هذا زمن محدد إنما هو تنبؤات قد تزيد او تقل عن ٨٠ سنة.
قال الشيخ الشهيد احمد ياسين إن اسرائيل بائدة إن شاء الله في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين بالتحديد في ٢٠٢٧ تكون اسرائيل مش موجودة، واستند بذلك إلى القرآن الكريم الذي حدثنا ان الأجيال تتغير كل ٤٠ سنة، ففي ال ٤٠ سنة الأولى كانت بفلسطين نكبة، وفي ال ٤٠ سنة الثانية بدأت بفلسطين انتفاضه ومواجهة وقتال حيث تطورت قدرات الفلسطينيين من رمي الحجارة إلى الطعن بالسكين ثم استخدام الرشاشات ثم صواريخ بدائية إلى ما نراه حاليا من صواريخ متطورة قادرة على تفادي القبة الحديدية وإلحاق الضرر بالبنية والسيارات واربي جي الياسين القادر على اختراق دبابات الميركافا والنمر ، وفي ال ٤٠ سنة الثالثة تكون نهاية دولة اليهود ان شاء الله تعالى.
زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليها، هذا ما قاله أبو عبيدة الناطق العسكري لحماس في أحد خطاباته البليغة والفصيحة جميعها بعد عملية طوفان الأقصَى لينذر ويذكر اليهود بأهم مخاوفهم زوال دولتهم، وهنا أظن ان ما قاله أبوعبيدة في رأيي من قبيل الحرب النفسية الموجهة فلا ننسى ان تأثير هذه الحرب النفسية على اليهود اشد من الحروب الأخرى.
نسأل الله تعالى أن ينصر المسلمين في فلسطين على اليهود كما نسأله ان يتقبل جميع الشهداء والشفاء العاجل للمصابين والجرحى والصبر للمرابطين اللهم امين.