انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

المقاطعة تهدد آلاف 'الأردنيين'.. لماذا؟


علاء القرالة

المقاطعة تهدد آلاف 'الأردنيين'.. لماذا؟

مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/06 الساعة 00:57
اؤمن تماما حد القناعة المطلقة بالفزعة والنصرة والتضامن الاردني مع اهلنا في فلسطين "قطاع غزة" فهو واجب على الجميع، غير انني وللاسف لا اؤمن ولا اطيق ان ارى هذا التضامن يتحول الى تخريب وتدمير للاقتصاد الوطني بتصرفات هي اقرب للعاطفة غير ان اثارها تنال من الاف الاردنيين، وهنا عن المقاطعة اتحدث، فما ذنب العاملين فيها؟ والى اين سيتجهون؟ والاهم ما آثار تلك المقاطعة؟.
البعض يذهب بسلاح المقاطعة كنوع من نصرة اهلنا في قطاع غزة امام ماكينة الحرب الوحشية التي يواجهها من قبل الكيان المحتل وبسبيل ان هذا التصرف هو ابسط الايمان، وهنا لابد من السؤال عن مصير الاف بل عشرات الالاف من الاردنيين المرتبط مصيرهم وعملهم بتلك الجهات التي تقاطعونها اوليسوا مواطنين ومن بني جلدتنا، ام انهم ليسوا ابناء لهذا الوطن واشقائكم.
ادرك تماما ان لكل فعل رد فعل، غير ان ردة الفعل هذه لا يجب ان تكون على حساب الاقتصاد الوطني وشبابنا الذين يجنون قوت يومهم من العمل في تلك الجهات والمحال والماركات، فتخيل انك تدافع عن غزة بينما تتسبب بأن يجلس اردني واسرته في البيت لايجدون قوت يومهم، وتخيل ايضا ان شبابنا قد يحجز على مركبتهم وبيوتهم لعجزهم عن السداد لانقطاع دخولهم، والاهم ان عددا لابأس فيه من طلابنا الذين اختاروا ان يعملوا في تلك المحال لمساعدة اهاليهم على المصروف.
لربما سيهاجمني دعاة "المقاطعة" وسيتهمونني بالخيانة والتطبيع، وهنا لابد من توضيح امر مهم يكمن في ان الدفاع عن اخر وطن مستقر بالمنطقة وبجوار هذا المحتل المتوحش لايقل عن مرتبة الجهاد والدفاع عن المقاومة وفلسطين، فبقاء الاردن قويا ومنيعا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا سبيلنا جميعا لمواجهة المخططات الشيطانية القائمة على التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وهذا يعني "الوطن اولا" ليبقى الحلم الفلسطيني قائما باقامة دولتهم وعاصمتها القدس.
الاردن استطاع وعلى مدار الخمسة عشر عاما الماضية ان يحافظ على اقتصاده مستقرا رغما عن التحديات التي واجهها ويعرفها الجميع ، حتى انه استطاع ان يحقق مؤشرات ايجابية خلال الثلاث سنوات الماضية لم يحققها منذ سنوات طويلة ، وهنا لابد من الحفاظ عليها لنبقى قويين وقادرين على مواجهة هذا الاحتلال الذي يسعى لهز استقرارنا لضعاف قدراتنا.
خلاصة القول، من يعتقد ان المقاطعة ستثني هذا العدو الوحشي عن حربه مخطىء جدا او ان دولا تتبع لها تلك المحال والماركات المقاطعة ستجبر الكيان على التوقف مخطئا اكثر ، وفي هذه الحالة سيخسر اقتصادنا ويفقد ابناؤنا وظائفهم وتتعطل قطاعاتنا وتتراجع مؤشراتنا ، ونكون بذلك كمن اطلق النار على اقدامه وبحجة الانتصار لفلسطين وغزة بينما نخسر نحن ولا يتغير شيء امام هذه الوحشية والبربرية المرفوضة انسانيا وقانونيا.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/06 الساعة 00:57