مدار الساعة - أظهرت استطلاعات عديدة قبل عام تحديداً من الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 2024 تراجع الرئيس جو بايدن أمام منافسه دونالد ترامب، والشرخ بينه وبين الرأي العام الأميركي المتشائم جداً.
وأورد استطلاع للرأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأحد أن المرشح الجمهوري الأوفر حظاً دونالد ترامب يتقدّم على الرئيس جو بايدن في خمس من ست ولايات رئيسية، مع تراجع شعبية بايدن في صفوف الناخبين الشباب والأقليات.
وكان جو بايدن فاز في العام 2020 في كل من هذه الولايات التي "ترجّح كفة" أحد الحزبين.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته نيويورك تايمز مع معهد سيينا أن الملياردير الجمهوري (77 عاماً) يتقدّم على منافسه الديموقراطي (80 عاماً) في نوايا التصويت في نيفادا (52 بالمئة/41 بالمئة)، وجورجيا (49/43)، وأريزونا (49/44)، وميشيغن (48/43)، وبنسلفانيا (48/44)، في حين يتوقع أن يفوز جو بايدن في ويسكونسن (47/45).
وعلقت إدارة حملة ترامب في بيان بلهجة المنتصر قائلةً "في غضون عام، سيطرد الشعب الأميركي جو بايدن القذر ويختار الرئيس دونالد ترامب ليعيد إلى أميركا عظمتها".
وأورد استطلاع آخر أجرته قناة "سي بي إس" ونُشر الأحد تقدّم دونالد ترامب في نوايا التصويت العامة بنسبة 51 بالمئة مقابل 48 بالمئة لجو بايدن.
- أوباما 2012 -
ورد كيفن مونوز، أحد المتحدثين باسم حملة بايدن ونائبته كمالا هاريس "سنفوز في العام 2024 عبر الانكباب على العمل، وليس عبر القلق بشأن استطلاع ما".
واعتبر أن "التوقعات قبل عام تميل إلى أن تصبح مختلفة قليلاً في غضون عام".
وذكر باستطلاعات للرأي توقعت هزيمة الرئيس الأسبق باراك أوباما بفارق كبير قبل عام من إعادة انتخابه في العام 2012.
ولكن الديموقراطي ديفيد أكسلرود مهندس الحملة التي أفضت إلى فوز أوباما بولاية ثانية، رأى أن نتائج الاستطلاعات المنشورة الأحد تثير "قلقاً مشروعاً" في المعسكر الديموقراطي.
واعتبر على منصة "اكس" أنه في حال بقاء بايدن "في السباق فسيكون مرشح الحزب الديموقراطي". وأضاف "لكن عليه أن يقرر ما إذا كان الأمر حكيما، وما إذا كان يترشح بناء على مصلحته الشخصية أو مصلحة البلاد".
- تشاؤم -
تكشف الاستطلاعات المنشورة الأحد والتي قد لا تكون نتائجها حاسمة إذ أجريت قبل 12 شهراً من الانتخابات، أن الرئيس الثمانيني لا يتمكن من ردم الهوية بينه وبين الرأي العام الأميركي.
وأورد استطلاع شبكة "سي بي إس" أنّ 73 بالمئة من الأميركيين يعتبرون أن بلدهم ليس بخير، وهي أعلى نسبة منذ بداية العام.
وأظهر استطلاع أجرته شبكة "أيه بي سي" أن 76 بالمئة من الأميركيين مقتنعون بأن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ.
ويشاطرهم الرأي 67 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
وفي هذا الاستطلاع أيد 71 بالمئة فكرة أن بايدن "أعجز من أن يكون رئيساً فعالاً" في الثمانين من عمره.
ولا يشغل عمر دونالد ترامب الناخبين إلى هذا الحد.
وعليه لا يتأثر الرأي العام بخطاب جو بايدن الذي يطرح نفسه على أنه الأفضل للفوز مجدداً على ترامب.
- غزة -
ويشعر المواطنون الأميركيون بقلق على قدرتهم الشرائية التي تتآكل جراء التضخم، ويخشى بعضهم رؤية الولايات المتحدة تنجر إلى حرب في الخارج.
ويكرر جو بايدن من ناحيته أنه "لم يكن أبداً متفائلاً إلى هذا الحد" بشأن أميركا، مشيداً بالاقتصاد القوي والتحالفات الدولية المتينة التي أقامها.
ويؤكد الخبراء عموماً أن قضايا السياسة الخارجية لا تؤدي دوراً كبيراً في القرارات الانتخابية التي يتخذها الأميركيون.
لكن دعم الرأي العام لأوكرانيا قد يتآكل، مع عدم إحراز نجاحات عسكرية كبيرة.
إلى ذلك يثير موقف بايدن من الحرب بين إسرائيل وحماس غضب العديد من الناخبين الشباب، وكذلك الأميركيين من أصول عربية، وهما فئتان كانتا مؤيدتين له.
وتجمع آلاف الأشخاص في واشنطن السبت مطالبين بـ"وقف إطلاق النار" فوراً في قطاع غزة، واعتبر البعض أن بايدن يرتكب "إبادة جماعية".
وشدّد بايدن على "حق" إسرائيل و"واجبها" في الدفاع عن نفسها. ويرفض حتى الآن الدعوات لوقف إطلاق النار، مؤكدا أنه يعمل على "هدنة" إنسانية.ا ف ب