أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الدلاهمة يكتب: الشعب الفلسطيني.. الموت بداية حياة جديدة


الدكتور جمال الدلاهمة

الدلاهمة يكتب: الشعب الفلسطيني.. الموت بداية حياة جديدة

مدار الساعة ـ
مسألة عقد الهدنة بين المقاومة الفلسطينية في غزة النصر والكيان الاسرائيلي مسألة أيام معدودة ومن يعتقد أن هذه الحرب ستطول عليه أن يعيد حساباته؛ فالجهود التي تقودها الدولة الأردنيّة وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بالتنسيق مع الدول العربية الشقيقة؛ المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة قطر والسلطة الفلسطينية ستأتي ثمارها قريباً خاصة بعد اجتماع جلالته وولي العهد مع وزير الخارجية الأمريكية السيد أنتوني بلينكن، والاجتماع الوزاري العربي الذي استضافته العاصمة الأردنية عمان مع وزير الخارجية الأمريكي والذي أظهرت فيه الدول العربية موقفاً موحداً وصارماً بضرورة انهاء العدوان الاسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في غزة، وهو ما اكد عليه جلالة الملك في عديد لقاءاته.
إن الجهود الدبلوماسيّة الاردنية والدور الاستثنائي الذي لعبته وزارة الخارجية الاردنية في تنسيق هذه الجهود للخروج بإجماع عربي يسجل لمعالي وزير الخارجية أيمن الصفدي الذي واصل الليل بالنهار وفي جولات مكوكية لا تتوقف للعمل على ضرورة انهاء معاناة أهلنا في غزة وكشف حقيقة التعنت الإسرائيلي الرافض لكل الجهود والمبادرات لعقد هدنة انسانية على الاقل.
ان دولة الكيان الاسرائيلي اعتقدت واهمة بأن قوة ووحشية عدوانها غير المسبوق على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى ستحقق لها هدفها الاستراتيجي وهو تفريغ غزة من سكانها ودفعهم الى الهجرة نحو صحراء سيناء ولذلك كان استخدام كل اساليب البطش والتنكيل وآخرها التصريح العنصري لوزير التراث الإسرائيلي بان الحل النهائي لإنهاء المقاومة في غزة هو استخدام القنبلة النووية، وهذا أكبر دليل على وحشية هذا الكيان, ولكن كما يقال انقلب - السحر على الساحر - فصمود شعب غزة البطولي والتاريخي بعد ادراكهم ووعيهم بالهدف الإسرائيلي كان عاملاُ رئيسياُ لافشال المخططات الاسرائيلية رغم القتل والتدمير الذي طال البشر والحجر فلم تهتز معنوياتهم فالحرب حرب وجود وهي مسألة حياة أو موت.
محاولة دولة الكيان الاسرائيلي استغلال ثقلها وذراعها الاعلامية في الولايات المتحددة واوروبا باظهار انها الضحية التي تحاول الدفاع عن نفسها من منظمات ارهابية باءت بالفشل الذريع فالدعم المضاد الذي اظهره العالم بأسرة للشعب الفلسطيني في غزة كان خارج توقعات هذا الكيان الذي وإن لم يستجب سابقاُ للنداءات والقرارات الدولية الداعية لانهاء الحرب والحصار على شعب غزة سيجد صورته التي حاول إظهارها خلال عشرات السنين بأن اسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة يسودها الإرهاب والصراع والتخلف والديمقراطية على المحك فالعالم أصبح قرية صغيرة والحصول على المعلومة الصحيحة أصبح في متناول الجميع.
الرسالة المهمة التي يجب ان تدركها الحكومة الإسرائيلية وحلفاؤها بأن طموحاتها الاقتصادية واكتشافات النفط والغاز في منطقة البحر الابيض المتوسط وطريق الحرير الذي تروج له ليس مبررا لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة الذي سيبقى على أرضه محافظا على حقوقه في الوجود رغم الظلم والاستبداد ففقي ثقافة ووجدان الشعب الفلسطيني الموت بداية حياة جديدة.
مدار الساعة ـ