فخت حسن نصر الله الدفَّ، واندلعت مشاعرُ الخيبة والخذلان والسخط في الوطن العربي، على نكث العهود والوعود، التي واظب «سيد المقاومة» وصاحبُ شعار «وحدة الساحات» على قطعِها بلا توقف أعواماً طوالاً.
وتبين للكافة، وانفضح، ان المشاغلة التي فتح السيد حسن، صنبورَها المضبوط في جنوب لبنان، كانت مشاغلة للشعب العربي الفلسطيني.
وجاء مذهلاً ردُّ فعل رأي العالم العربي على صعق الخطاب ولعق الوعود، وهو ما تم ويتم على منصات التواصل الاجتماعي على شكل تهكم مفرط في الإدانة والإهانة.
لم يخالجنا ايُّ وهم، ولم نعلّق ايَّ رهان على حزب الله اللبناني في هذه المواجهة العظيمة التي تحمّل الشعب العربي الفلسطيني أهوالها المباشرة وحيداً.
وقد كتبتُ هنا يوم الثلاثاء الماضي مقالةً بعنوان «قراءة في المواجهة الأسطورية الراهنة وارتداداتها» جاء فيها:
(... كشفت المجزرةُ والتهديدُ الأميركي، الذي أحضر حاملتي طائرات، عن موقف غريب لحزب الله و»محور المقاومة» وشعار «وحدة الساحات»، الذي ذرّ الرماد في العيون بعمل «مناوشات» محدودة مضبوطة، خذلت حماس، يظهر أنها متفق عليها !!). انتهى الاقتطاف.
ولم يقبض الفلسطينيون بتاتاً، محاولةَ نصر الله في خطابه، التبرؤ من العِلم بتدابير طوفان الأقصى المذهل، بل والتخطيط والمشاركة فيه، وهو شرف لا يناله ولا يطاله المنافقون.
وكان تملصاً أشد فجاجة، إحالةُ نُصرة غزّة العظيمة المنكوبة على «المقاومة الإسلامية في العراق» وعلى الحوثيين في اليمن.
ولن توقف المجزرةَ عن غزة العظيمة، أيةُ هجمات بالونية بالمسيّرات والصواريخ على القواعد العسكرية الأميركية في العراق وسورية، ومّا الإعلان عن نية قصف إيلات من اليمن، إلا ذر الرماد في العيون.
ويعلم الفلسطينيون ان الوكيل لا يحيل على وكيلين ثانويين إلا بإيعازٍ واضح محدد من ولي الوكالة.
لقد طبّق وكيل إيران الأول وبيدقها الأغلى في المنطقة، ديماغوجيا فائقة السذاجة، لم تنطلِ على المقاومة الفلسطينية البطلة، التي لا تجد وقتاً لِمواجهة الخاذلِ بحقيقته.
طبّق نظام الملالي الإيراني، ما عبّر عنه الحلاّج حين توجّع وتفجّع فقال:
أَلقاهُ في اليَمِّ مَكتوفاً وَقالَ لَهُ،
إِيّاكَ إِيّاكَ أَن تَبتَلَّ بِالماءِ.