نبارك لنصر الله الذي ولد فأرا اليوم ، بعدما تمخض اسبوعا ، تناهت اخبار تمخضه الى كافة انحاء العالم . توقع البعض بأن يتمخض عنه جبلا او تلة او مرتفع بسيط ، لكنه لسوء الحظ ولأسفي عليه ، لم يتمخض عنه سوى فأرا فاقد الهمة والعنفوان والحياء .
انا من المتخصصين في محور طهران بغداد دمشق بيروت / حزب الله حماس ، ومن العارفين جيدا بهذا المحور وتطلعاته ، وهو محور طالما حذر منه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عام 2004 حينما تكلم عن الهلال الشيعي وخطورته على المنطقه ، كما حذر من خطورته وزير الخارجية السعودي السابق والرئيس المصري السابق حسني مبارك ، ورغم معرفتي الجيدة بأهداف ايران في المنطقة وعلى رأسها ايرنة المنطقة وذل السنة في كل مكان ، لكنني وفي ساعة اغلقت ( بضم الألف ) عليي فيها طرق التفكير من شدة الضغط النفسي التي صاحبت تفكيري وألمي على ما يحدث في غزة ، خرجت عن المألوف مساء امس الخميس ، وكتبت على صفحتي مقالا قلت فيه : ان خطاب نصر الله قد يكون تمويحا لتحرك عسكري من طرفه يحدث قبل فجر الجمعة ، ضانا بأن ما يحدث في غزة قد يحرك مشاعر الساسة الايرانيين وساسة حزب الله وعلى رأسهم نصر الله ويثأروا لأهل غزة ، مع انني على يقين تام بأن هؤلاء الاوغاد الذين تمنى عمر بن الخطاب ان يكون بين المسلمين وبينهم جبل من نار ، لن يكونوا في يوم من الأيام مع سني على ارض الله الواسعة ، وان صولاتهم وجولاتهم وسياساتهم تجاه دول السنة في المنطقة ما هي الا لتنفيذ مخططاتهم الرامية الى السيطرة على هذه الدول وزيادة نفوذهم فيها .
تمخض نصر الله طويلا ، فولد فأرا خرجت منه كل الروائح الكريهة التي لا نعرف عنها منذ 1400 عام سوى الثأر والخبث ومحاربة اهل السنة والجماعة . تمخض ، فتكلم وسرد واوضح وكشف عورته المخزية وقالها لأهل غزة : هذا طلاق بأئن بيني وبينكم ، لكم دينكم ولي دين ، وكم تمنى الكثير من العاشقين لفروج السادة بأنه بقي صامتا ، ليبقى على الأقل موهم الكثير منهم .
أنا لا اضع اللوم على ايران وذراعها حزب الله ، لأنني والكثير نعرف نواياهم ومخططاتهم للسيطرة على المنطقة ، بل الوم الدم العربي الذي يجري في عروق بعض القادة العرب والذي لم يتحرك نصرة للأهل في غزة ، لا بل ساوم عليهم وبشكل علني احيانا ، لكنني الوم ايران وحزبها ( حزب الله ) على التمخض الكاذب ( والعرط والشطح ) المستمر ، والذي انكشف اليوم بعد الخطاب المشؤوم .
وعليه ، فإنه علينا ان ندرك جميعا انه امامنا اليوم عدوين لدودين ، اولهما العدو الصهيوني ، وثانيهما العدو الفارسي الذي لا يقل خطورة عن مثيله الصهيوني . واليوم ، فإنه ليس امام العرب الا فتح صفحة جديدة من العلاقات والتنسيق المشترك لمقاومة هذين الخطرين لكي لا يؤكلوا كما اكل ( بضم الألف ) الثور الأبيض ، وبعدها لن ينفع الندم .