مدار الساعة - وصف خبراء وسياسيون العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والشعب الفلسطيني بالهمجي في ظل الانحياز الغربي لإسرائيل.
وثمنوا خلال ندوة نظمتها جماعة عمان لحوارات المستقبل في المركز الثقافي اليوم السبت بعنوان "الموقف الأردني من العدوان على غزة واحتمالات على المستقبل" الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك لوقف العدوان على غزة، ولقاءات جلالته واتصالاته مع قادة العالم، وخطابه في الجمعية العمومية وقمة القاهرة.
كما عرضوا للآثار الاقتصادية والسياسية على المنطقة والسيناريوهات المستقبلية بعد الحرب، ولا سيما ما يتعلق بمستقبل القطاع.
وقال رئيس مجلس النواب الأسبق عبد المنعم العودات إن كل العبارات التي يمكن قولها لا تكفي للتعبير عن حجم الفظائع التي تعرض لها أهلنا في غزة، ولا تكفي لوصف حجم الصدمة أمام حقيقة الانحياز الكلي لإسرائيل من قبل دول الغرب.
وأكد أن الأردن جزء من هذه المنطقة التي عرفت كل أشكال الصراعات بين الحضارات والثقافات والديانات والممالك والأعراق عبر مراحل التاريخ القديم وللحديث، لافتا إلى الأبعاد الجغرافية والتاريخية والدينية والاجتماعية التي حكمت الارتباط الوثيق بين الأردن وفلسطين كوحدة واحدة ضمن سوريا الكبرى ووحدة الهدف والمصير.
وأوضح أن الأردن معني بمواجهة أي اعتداء على الشعب الفلسطيني بصرف النظر عن الأسباب أو المعادلات المرتبطة بالأطراف الإقليمية أو الدولية.
وبين أن الأردن لا يقبل المزايدة ولا ينساق لردات الفعل الآنية التي تتلاشى مع الوقت لأن موقفه الثابت مبني على أن منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمته القدس الشريف هو مصلحة أردنية.
وقال إن الموقف الأردني يستمد قوته من مجموعة من العناصر، أهمها الاستراتيجي على مستوى التفكير لدى جلالة الملك عبدالله الثاني الذي قرأ المشهد في وقت مبكر قراءة موضوعية على ضوء التغير الجذري الذي حدث في إسرائيل.
وأكد أن الأردن في حالة اشتباك يومي مع الجانب الإسرائيلي في مسألة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بالإضافة إلى الاشتباك في حل الدولتين الذي ترفضه إسرائيل وتحاول الالتفاف عليه بمشاريع الشرق الأوسط الجديد وصفقة القرن.
وتابع ان جلاله الملك يقف موقفا واضحا بأنه لا بمكن الالتفاف أو القفز على الشعب الفلسطيني، كما لا يمكن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والتعاون الاقتصادي الذي تطرحه هذه المشاريع دون إقامه الدولة الفلسطينية المستقلة.
وبين أن الأردن ممثلا بجلاله الملك يمتلك خبرة القراءة الصحيحة للبعدين الإقليمي والقومي فضلا عن إدراكه لطبيعة العلاقة القائمة والمتينة بين المعسكر الغربي وإسرائيل ونقاط القوة والضعف في هذه المعادلات التي تتفاعل بشكل مضطرب، ما يجعل ثبات موقف الأردن بمثابة نقطة مركزية يمكن اللجوء إليها عندما تشعر جميع الأطراف بأن مصالحها مهددة.
وأكد المبادئ التي عرضها جلاله الملك في خطابه أمام الجمعية العامة وقمة القاهرة، وفي مقدمتها مبدأ احترام قرارات الشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية ورفض جميع الإجراءات أحادية الجانب التي قامت بها إسرائيل لضم وتهويد الأرض الفلسطينية.
ولفت إلى كلمة وزير الخارجية ايمن الصفدي التي جاءت معبرة وركزت على الأسباب التي أدت إلى تفجر الأوضاع من جديد، مشيرا إلى القرار الذي اتخذه الأردن باستدعاء السفير الأردني من إسرائيل.
من جانبه، أشار وزير الاستثمار الأسبق يوسف منصور إلى الآثار الاقتصادية للحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال "بحسب وزارة المالية الإسرائيلية فإن تكلفة الحرب على غزة تصل إلى 2.9 مليار دولار أسبوعيا كنفقات مباشرة، وبلغت كلفه الإجراءات التي اتخذتها حكومة إسرائيل لمساعدة الكيانات الموجودة لديهم 1.5 مليار حتى الآن، وكلفة إجلاء الإسرائيليين تقارب 426 مليون دولار شهريا، فيما بلغت التكاليف القتالية على الجيش حوالي 5 مليار دولار .
ولفت إلى أن البعض يرجح بإن ما أنفقته إسرائيل كتكاليف مباشرة وغير مباشرة في حربها على غزه تجاوز 50 مليار دولار، وفي حال استمرار الحرب أسبوعا آخر ستصل خسارة الناتج الإجمالي إلى 3 مليارات دولار، وسيطرأ انخفاض على النمو الاقتصادي مقارنة مع التوقعات قبل الحرب، كما سيتعطل حوالي 41 بالمئة من القوى العاملة لديهم عن العمل، وفي حال امتد الصراع إلى الحدود اللبنانية فسينخفض النمو هذا العام من 3.4 بالمئة قبل الحرب إلى 2.2 بالمئة.
وأوضح أن تخفيض التوقعات الائتمانية إلى سلبية بحسب الوكالات العالمية، متوقعتا أن يصل العجز في الموازنة الإسرائيلية في نهاية العام الحالي إلى 4 بالمئة، والعام القادم 5 بالمئة، مع استمرار تخفيض التصنيف الائتماني، عدا عن هبوط الشيكل وانخفاض مؤشرات البنوك وخسارة البورصة.
من جانبه، أشار اللواء المتقاعد هاشم خريسات إلى الموقف الأردني المتقدم والدبلوماسية الحكيمة والمتزنة للأردن، مشيرا إلى همجية الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي تخالف جميع قوانين الحرب.
وبين أن المستشفى الميداني الأردني ما زال موجودا في غزة، ويعمل بالرغم من القصف الهمجي لدولة الاحتلال، بطواقمه التي تقترب من 200 شخص بمختلف التخصصات، مشيدا بدورهم الإنساني في هذا المجال.
وأشار إلى دور القوات المسلحة التي قدمت الكثير للقضية الفلسطينية، مستذكرا التضحيات التي قدموها في الحروب والمعارك على الأرض الفلسطينية، مبينا أن موازين القوه غير متكافئة بين دولة الاحتلال التي تمتلك أسلحة متقدمة ومتطورة مقارنة مع المقاومة الفلسطينية.
بدوره، عرض نائب رئيس الوزراء الأسبق جواد العناني لسيناريوهات المستقبل، مشيرا إلى ردة الفعل الأميركية وتزويدها لإسرائيل بالمعدات والأسلحة.
وعرض لجهود الملك وتلاحم القيادة مع الشعب في هذه القضية التي تعد القضية المركزية الأولى بالنسبة للأردن.
وقال إن الداخل الإسرائيلي سيطرأ عليه خلافات كثيرة قد تغير المشهد السياسي فيها، لافتا إلى بسالة الجيل الفلسطيني على الرغم من همجية العدو وبشاعة أفعاله.
ولفت إلى أن مستقبل إسرائيل لن يكون مرتاحا، وستواجه الكثير من التحديات في المستقبل لأنها تقوم على التوسع العسكري الذي لن يدوم طويلا.
ولفت إلى أن العالم ستتغير نظرته باتجاه القضية الفلسطينية حيث أصبح الآن يطالب بحل الدولتين.
وقال رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل بلال التل إننا نتحاور اليوم حول ما يجري لنا في فلسطين، وما يتعرض له امتدادنا غربي النهر وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، حيث بوصلتنا كما حدد اتجاهها قائد الوطن الذي يجسد نبض شعبه في إجراءات عملية على الأرض، والذي جاء في سياقها استبعاد السفير الإسرائيلي، وهي إجراءات تؤكد موقف الأردنيين التاريخي مما يجري على أرضهم غرب النهر.