مدار الساعة - وقع المئات من مسؤولي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مساء الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، على رسالة تدعو إدارة بايدن إلى الضغط من أجل "وقف فوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية"، في غزة، وفقاً لنسخة من الالتماس حصلت عليها مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
بحسب المجلة، تعكس الرسالة المفتوحة من موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) القلق المتزايد داخل الحكومة الأمريكية بشأن كيفية دعم الرئيس جو بايدن لإسرائيل في حربها ضد غزة، حيث استشهد أكثر من 9000 شخص في القصف المستمر.
كما يمثل الالتماس خلافاً متزايداً بين حكومة بايدن والمسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى المعارضين داخلياً لنهج البيت الأبيض تجاه الحرب، كما قالت مجلة فورين بوليسي.
وتدعو الرسالة الداخلية التي تم توزيعها للتوقيع عليها بين موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى "وقف فوري لإطلاق النار" و"وقف الأعمال العدائية". كما تدعو الولايات المتحدة إلى الانضمام إلى المجتمع الدولي في "إلزام جميع الأطراف، وضمن ذلك دولة إسرائيل، بالقانون الدولي، الذي يشمل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية والمستوطنات على الأراضي المحتلة".
وحسبما ورد، وقع 370 مسؤولاً في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على الرسالة حتى صباح الجمعة، ارتفاعاً من نحو 200 مساء الخميس، وفقاً لنسخة من الرسالة.
وينص الالتماس على أنه تم عدم الكشف عن هوية الموقعين بسبب "القلق على سلامتنا الشخصية وخطر احتمال فقدان وظائفنا بسبب مناشدتنا بوقف فوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية".
فيما تم تأكيد وجود الرسالة ونطاق الدعم الواسع لها من قبل ثلاثة مصادر في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جيسيكا جينينغز، رداً على طلب للتعليق: "نحن ممتنون للغاية لتفاني موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وشركائها الذين يعملون على مدار الساعة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كبير، وضمن ذلك الغذاء والمياه والدواء".
وأضافت: "لقد كانت الولايات المتحدة واضحة في ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين الفلسطينيين، وأننا ندعم الوقف الإنساني للقتال من أجل توصيل المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة وتوزيعها على المحتاجين في غزة".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 28 يوماً "حرباً مدمرة" على غزة، ما أسفر عن استشهاد الآلاف جلهم من النساء والأطفال، فضلاً عن استشهاد 143 فلسطينياً واعتقال نحو 1900 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.