فجأة وبدون مقدمات غابت واختفت كافة منظمات ومراكز حقوق الإنسان المختلفة عن الساحة الأردنية ، ولم يعد لها وجود، وليس لها حضور ولم نعد نسمع لها صوت ، وأصبحت كالنعامة تضع رأسها في الرمال وكأن الأمر الذي يحدث في غزة من انتهاكات لحقوق الإنسان لا يعنيها ، فأصبحت لا تسمع ولا ترى ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ، فلو حدث أن حصل انتهاكا لحقوق الإنسان في الأردن غير مقصود أو حادث بسيط ، أو منعت مسيرة أو مظاهرة أو توقيف شخص إداريا ستجد هذه المراكز كالأسود على الأردن ، لكنها كالأرانب على غير الأردن ، والسبب في ذلك أنها تخاف على تمويلها الأجنبي من حفنة من الدنانير أو الدولارات، أو دعوة لحضور مؤتمر أو ورشة عمل على نفقة المنظمات الدولية التي تمولهم، أو الدول الأوروبية التي تساند الحرب ، وبنفس الوقت تمول مراكز دراساتهم لحقوق الإنسان ، كنا نتمنى من هذه المراكز ممارسة الحد الأدنى من حقوق الإنسان للتنديد بالانتهاكات الجسيمة والخطيرة التي تمارس بحق الأطفال والنساء ، الذين صدرت بحقهم مواثيق واتفاقيات دولية للحفاظ على حياتهم وحقوقهم وحرياتهم ، ومن أبسطها وأساسياتها حقهم في الحياة والتعليم ، أين التحالفات التي من عشرات مؤسسات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان في الأردن التي كانت تدافع وتطالب بتطبيق ما ورد باتفاقية سيداو ، إذا أين جماعة سيداو الذين أوجعوا رؤوسنا بمطالبهم وضجيج أصواتهم ، أين وقفاتهم الإحتجاجية واعتصاماتهم التضامنية ، وبياناتهم التنظيمية والاستنكارية ، أين نشطاؤهم وخبرائهم القانونيين لتوثيق جرائم الإبادة الجماعية من قبل العدو الصهيوني وتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية ، إذا لقد انكشف مبغاكم ، وانفضح هدفكم بأنكم لستم من حماة ونشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان ، وإنما هدفكم كان وما زال هو المال والدولار، فما عليكم الآن سوى إزالة قارمات مراكزكم، وإغلاق مكاتبكم، فلن نسمع لكم بعد اليوم، ولن نشارك في نشاطاتكم ، ولن نقرأ بياناتكم وتقاريركم فسقطت وانكشفت أوراقكم، فابقوا في سباتكم، وللحديث بقية.
البطاينة يكتب: أين مراكز حقوق الإنسان الأردنية مما يحدث في غزة؟
مدار الساعة ـ