أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الزعبي يكتب: الاردن مواقف تاريخية مشرفة


الاستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي
رئيس جامعة البلقاء التطبيقية السابق

الزعبي يكتب: الاردن مواقف تاريخية مشرفة

الاستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي
الاستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي
رئيس جامعة البلقاء التطبيقية السابق
مدار الساعة ـ
من حقنا كأردنيين ان نفخر بمواقفنا التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، والتي انخرطنا فيها منذ بداية نشأة الدولة الاردنية وبقيادتها الهاشمية. حيث روى الدم الاردني جنباً الى جنب مع الدم الفلسطيني ثرى تراب الارض الفلسطينية، منذ اندلاع الثورات الفلسطينية المبكرة، مرورا بحرب النكبة عام 1948، ومعارك ابواب القدس واللطرون.
ان القيادة الهاشمية، هي القيادة الوحيدة في العالم الاسلامي والعربي والتي دفعت من دمائها ثمناً لمواقفها العروبية، فكان استشهاد الملك المؤسس في القدس الشريف.
جاءت حرب عام 1967, والتي فُرضت على الاردن، فكانت النتيجة المؤلمة، تبعتها معركة الكرامة، التي اعادت للامة العربية الهيبة والعزة والكرامة.
استمرت القضية الفلسطينية، قضية الاردن المركزية، حتى بعد قرار فك الارتباط، وبقيت قضية فلسطين الهم الهاشمي الاول، ومضى الاردن بقيادته خلال السنوات الماضية، محذرا العالم من مخاطر ابقاء الوضع على ما هو عليه، ودون تنفيذ قرارات الشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لكي تنعم المنطقة بالامن والاستقرار.
ومراراً وتكراراً؛ حذر جلالة الملك الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ودول العالم من عواقب الاستفزازات المستمرة من قبل المتطرفين اليهود ومن تبعات التوسع في الاستيطان الاسرائيلي في الضفة وحصار قطاع غزة، وغيرها من الافعال المخالفة للقوانين الدولية.
كما وحذر جلالته منذ فترة وجيزة من انفجار الوضع كنتيجة طبيعية للممارسات الاسرائيلية والمتراكمة من قبل الحكومات المتطرفة، والتي ازدادت حدتها مع الحكومة الحالية.
وفي جميع الاحوال، بقيت فلسطين بوصلة الهاشميين ومن حولهم الاردنيون جميعا، واعلن عن ذلك الملك في خطاب العرش امام مجلس الأمة.
منذ اندلاع الازمة الحالية، والاردن بقيادته، يسارع الزمن لايجاد طريقة لوقف تدهور الاوضاع وعدم الانزلاق الى المجهول، فكانت جولة الملك الاوروبية والاتصالات المتكررة مع الادارة الامريكية، ثم جاء الخطاب الملكي من القاهرة، قوياً ومباشراً الى قادة وشعوب العالم، مطالباً جلالته الجميع القيام بمسؤولياتهم القانونية والانسانية لرفع الحصار والظلم الواقع على الفلسطينيين ومنحهم الحق في اقامة دولتهم.
تبعها مقابلة جلالة الملكة مع شبكة CNN، والتي تحدثت فيها بكل وضوح عن ازدواجية المعايير الدولية، ومنتقدة الصمت العالمي تجاه المجازر المرتكبة في غزه.
وبفض الجهود الدبلوماسية، استطاع الاردن الحصول على موافقة 120 دولة على مشروعه القاضي الى وقف اطلاق النار الفوري والسماح بادخال المساعدات الانسانية الى القطاع.
يعلم الاردن جيداً ان إسرائيل لن تعمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي في ظل انقسام الدول العظمى والتي تعطل عمل المجلس، وكذلك الدعم المباشر وغير المباشر من قبل الدول الكبرى لها، وستستمر إسرائيل في أعمالها العسكرية لتحقيق اهدافها المعلن عنها وغير المعلن منها.
وجد الاردن نفسه، مضطرًا لاتخاذ خطوات وصفت بالجريئة والقوية في ظل الاوضاع الجيوسياسية الحالية. فجاء القرار الاردني بتوجيهات مباشرة من الملك للحكومة باستدعاء السفير وابلاغ إسرائيل بعدم عودة سفيرها حتى تتوقف الحرب، وهي الحرب التي لا تشبه غيرها، ولا يمكن التنبؤ بنتائجها، وفي جميع الاحوال فانها تشكل خطرا كبيرا على الفلسطينيين وقضيتهم وعلى المنطقة بمجملها.
إن القرار الاردني، يبين لاسرائيل ولغيرها، قوة القيادة الاردنية مدعومة بالإجماع الشعبي لاتخاذ قرارات جريئة وان لدى الأردن الكثير من الاوراق القادر على استخدامها في الوقت المناسب، اذا ما استمرت الاعمال الحربية لوقت اطول.
كما ان الاردن اثبت للجميع أن دوره المحوري وعلاقاته الجيده، من المحتمل ان تشجع الدول الاخرى ان تلجأ الى مثل هذه الاجراءات ما سيشكل ضغطا دبلوماسيا قويا على إسرائيل.
نأمل في الاردن أن تكون القيادات العالمية استمعت الى صوت الحكمة الاردني، وخاصة الادارة الامريكية، وان تفضي جولة وزير الخارجية الامريكية الى المنطقة يوم غد الى نتائج ايجابية لوقف القتل والتدمير وإدخال المساعدات الانسانية الفورية الى القطاع.
سنبقى، في الاردن، نؤكد أننا شعب محب للسلام ويثق بقرارات قيادته الهاشمية، الساعية لوقف القتل والدمار واحلال السلام العادل والشامل ورفع المعاناة عن الفلسطينيين باقامة دولتهم المستقلة.
مدار الساعة ـ