ليس لاننا اول دولة عربية او حتى بالعالم انتهجت التصعيد التدريجي الحكيم في التعامل مع الحرب التي يقودها الاحتلال الاسرائيلي ضد أهلنا في غزة، بل لان الاردنيين اول من هب واعلن بأعلى الصوت وللعالم اجمع رفضه القاطع لهذه الحرب التي اعلنا اننا سنواجهها بحرب اذا ما تجاوزت خطوطنا الحمراء التي تبدأ بالتهجير وتهويد القدس والمقدسات فيها، فماذا علينا ان نفعل لنبقى قادرين على مواجهة مخططاتهم ؟.
التصعيد الدبلوماسي الذي بدأت فيه المملكة بقيادة جلالة الملك وبمساندة شعبية ضخمة اردنيا وعربيا، بدأت منذ اليوم الأول لهذه الحرب الوحشية البربرية على العزل المدنيين من خلال بدء جلالته لجولة اوروبية عربية لكشف التضليل الصهيوني ومبرراته الوهمية التي يريد من خلالها تصفية القضية الفلسطينية وجذب تعاطف الرأي العام العالمي، معلنا وامام العالم والشركاء بأن الاردنيين جميعا شعبا وقيادة لن يقبلوا ان تتجاوز هذه الحرب اللئيمة اللا انسانية خطوطها الحمراء سواء بتصفية القضية او استعمال العنف ضد المدنيين العزل.
بالامس قام الاردن بخطوة تصعيدية جديدة تمثلت بأستدعاء السفير الاردني لدى هذا الكيان المتغطرس وطلب عدم عودة السفير الاسرائيلي لعمان الا بشرط توقف الحرب فورا، وهذا ان دل فيدل على ان الاردن يضغط وبكافة الوسائل المتاحة لايقاف ماكينة الحرب الصهيونية على قطاع غزة والضفة الغربية، بالاضافة لايقاف مخططاتهم الجهنمية الغادرة بالعهود والمواثيق الدولية واتفاقيات السلام التي وقعت مع الدول العربية برسالة تثبت للعالم عدم جدية هذا الكيان بالسلام والانخراط مع دول الجوار في المنطقة.
اليوم على الاردنيين ان يدركوا ان علاقتنا مع هذا الكيان قد اصبحت شبه منقطعة دبلوماسيا وبكافة الاصعدة وهذا يستوجب عليهم الحذر من المكائد والفتن التي سيرد بها الكيان على الاردن بهدف زعزعة استقراره وامنه من خلال بث الشائعات والتصريحات المضللة التي سيبدأون بها من خلال ماكينتهم الاعلامية الصهيونية وبعض سفهائهم الذين تسمح لهم قنوات عربية للاسف بتصدر شاشتها لبث ودس سمومهم بعسلنا.
خلاصة القول، أن تصعيدنا التدريجي الذي كان اخره طلب استدعاء السفير الاردني لدى الكيان والاصرار على رفض عودة سفير الكيان الى عمان اصاب هذا الكيان بحالة من الهستيريا والتوتر التي ستدفعانه لتفكير
بمهاجمتنا وبكافة الوسائل لزعزة استقرارنا ووحدتنا الوطنية، ولهذا علينا ان كنا جادين في دحر مخططاتهم أن نوحد الصفوف وان لا نزاود على بعضنا البعض فلا احد منا يحب فلسطين والقدس اكثر من الاخر فهي في قلوب كل العرب.