عذرا غزة العز والمجد، ليس في أيدينا ما نفعله سوى التنظير والتحليل على شاشات التلفزة، لا نملك إلا القلم واللسان والتعبير ، وليس لنا قدرة على فعل شيء سوى الدموع والدعاء ، نكتب ونحلل وننظر ، حتى اشبعنا العدو تنظيرا وإدانة واستنكار، لكنهم وللأسف أشبعوك من القتل والتدمير بصواريخهم وقنابلهم التدميرية ، فارتوت أرضك بدماء الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ ، حتى سالت الدماء في الطرقات والشوارع، وأنت صامدة كالجبال .
لم يعد للضمير مكان، ولا للإنسانية وجود في هذا العالم الواسع ، فضاقت الدنيا بالمشاعر الإنسانية ، واختفت مروءة المعتصم ، حينما قطع آلاف الأميال من أجل امرأة صاحت وامعتصماه، فقال لبيك، كم من امرأة أو شيخ أو طفل صاح واستنجد ويستنجد كل يوم لا بل كل ساعة أو دقيقة دون ملبي للنداء ، حتى وصل الأمر إلى طفلة تبحث عن قطرة أو حتى نقطة ماء من صنبور حنفية لكنها وللأسف لم تجدها، عذراً غزة المعزة والكرامة والكبرياء ، لا نملك إلا الدموع والدعاء ، والتحليل والتنظير ، وفي الختام نسأل الله النصر والثبات ، والخزي والعار والهزيمة للأعداء ، وللحديث بقية.