وقد تكون الاشياء ليست كما تبدو
في البداية كل الفخر والشموخ لمقاومتنا الباسلة في فلسطين وغزةالابية ونصر بإذن الله قريب
ان ما يمر به اھلنا في فلسطين المحتلة وغزة الابية لا يخفى على احد ،القلب يعتصروالعين تدمع ُألماً على كل قطرة دم سالت على ھذه الارض المباركة،فارتباطنا بأھلنا في غزة غليظ وألمنا شديد
ان ثلاثة ارباع سكان غزة الابية من المھاجرين اليھا، وھا ھو مخيم جباليا العظيم للاجئين ينزف ايضاً
اصبح لا يكاد بيت اردني الا ويرتبط بشخص او عائلة في غزة لاننا في الاردن وفي فلسطين مصھورين في وعاء واحد ،فأنا من يازور ١٩٤٨ واستشھد اكثر من اربعين شخص من اقاربي في ھذه الحرب في غزة من خمس عائلات وغيري وغيري
اننا في ھذه الايام لا نعيش حرب اسرائيلية فحسب بل ھي تحديات على كافة الاصعد، وليس المطلوب منا الاستسلام لعواطفنا وتصديق كل ما نسمعه او نقرأه حولنا ثم نبكي
ان ھذه الحرب قد تكون سبباً لاجندات خارجية تستغل الفرص وتثبت الاكاذيب وتشكك في كل شئ حتى تحقق غاياتھا من خلال وكلائھا في المنطقة وللاسف الشديد لا يخلو اي مجتمع من مندسين ومضليلين جاھدين على تفتيت الشمل وشرخ الوحدة مستغلين عواطفنا وحزننا على اھلنا
نحن اردنيين من كافة الاصول والمنابت فلسطين تعيش فينا حمائل وعشائر ومخيمات
ان نسيجنا الوطني والاجتماعي المنسجم مع قيادة ھذا البلد سيبقى عصياً من شماله لجنوبه ومن غربه لشرقه بأھله المھاجرين والانصارامام ألسنة واقلام الفتنة اصحاب الاجندات الخارجية المدعية للاسلام والتي ھي اصلاً منشقة عن التوجھات والمؤسسات الاسلامية في وطننا الاردن الحبيب وعلى الجميع ان يفھم تماماً ان الاردن رئة فلسطين التي يمتد طولھا اكثر من ٦٠٠ كيلومتر على الحدود
قد نصبح ھدفاً ومطمعاً مثل فلسطين ولا زال البعض يستغل الفرص ويحاول المساس في ھذا البلد سواءاً على حدوده او بإعلامھم او بخفافيشھم المنتشرة
علينا ان ننظر بعين الى فلسطيننا وعين الى اردننا وما يمكن ان يحصل لو اتسعت دائرة الصراع لا سمح الله فنحن نملك وحدة وطنية نباھي بھا الدول.
و الاھم ان نحافظ على ھذه الوحدة ونحمي ھذا الوطن ونلتف حول قيادته في مواجھة ھذه التحديات المدعية الاسلام والملوحة من بعيد بشعارات لا تغني ولا تسمن من جوع الا لمصالحھا وامتدادھا على حسابنا.
إننا في الاردن نملك الكثيرمن الايمان والعزم والقناعة في ھذا المؤسسة الھاشمية والتي تحمل على اكتافھا مسؤولية ھذا الوطن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ونقف خلفھا جسما واحداً اذا اشتكى منه عضوا تداعت له سائر الاعضاء
عاشت الاردن وعاشت فلسطين نعتز بموقفنا الشعبي المتناغم مع موقفنا الرسمي فموقف الاردن على قلة موارده وامكانياته يسجل في التاريخ
وعندما احتاج الاھل في الضفة الغربية لبى الاردن النداء وارسل على الفور مساعدات طبية وغذائية ولوجيستية ،وھا ھو يحاول مع العالم اجمع ان يوقف الحرب ويوقف الانتھاكات الاسرائيلية ويسعى لفتح ممرات انسانية لايصال المساعدات للاھل في غزة ولا ننسى ھذه المواقف واللتي بدات لحظة الاعتداء على غزة
حيث انفرد الاردن على يد رجل واحد مناديا كل فرد مد يد العون والمساعدة للاشقاء من خلال جمع التبرعات والاسناد المعنوي من خلال المؤسسات على الرغم من جميع الضغوط الغربية وغيرھا ويجب ان لا ننسى موقف القيادة الھاشمية منذ اللحظة الاولى لبدء الھجوم على غزة في المطالبة بوقفھا والتحذير الشديد من تداعياتھا او تحولھا الى حرب شاملة تجر المنطقه الى مزيد من الويلات.
الأمر ليس سھل والمعادلة صعبة والتحديات كبيرة والحفاظ على ھذه
الوحدة الشعبية مطلوب.