مغضِب ومستفِز محاولات بعض المارقين التشكيك بالموقف الأردني. وصلت ببعضهم الدناءة التشكيك بقواتنا المسلحة الأردنية وهي الثابت الوطني العظيم، تضم الخيرة من الشرفاء من أبناء الوطن، أول جنودهم ملك وأصغرهم يضع روحه على كفه حماية للأرض والعرض. من يفعل ذلك ليس، فقط، بمارق، بل خائن يخدم أجندات أعداء الأردن وفلسطين، ويبث حالة من الفرقة والفتنة لا يستفيد منها إلا العدوان الظالم على غزة وثكلاها وأطفالها ونسائها. إنها حملة وضيعة مشبوهة لا ولن تقدم أو تؤخر، سيفوّت الأردنيون عليها فرصة إثارة الفتنة والنعرات، فالأردنيون الشرفاء بكافة منابتهم يقفون صفا صلبا واحدا خلف ملكهم ورايتهم وجيشهم في مسعاها لخوض المعارك حماية للفلسطينيين وحقوقهم في تقرير المصير والكرامة الإنسانية، وهم يقفون بهامات تطاول الغيوم لما قدمه ويقدمه الأردن للقضية الفلسطينية، ويتحدون أن يزاود أحد في هذا الكون إن كان قد قدم أكثر مما قدم الأردن والأردنيون لفلسطين.
الأردن فتح ويخوض حروبا إعلامية وسياسية ودبلوماسية وإغاثية لنصرة الأهل في غزة، كلمة الملك في القاهرة كانت الأشجع والأقوى، رفعت كل سوية القمة، وإصداره الأوامر لبقاء المستشفى العسكري في غزة رغم كل التحديات دليل على استعداد الأردن للتضحية بالدم فداء لفلسطين. جولات الملك الأوروبية واتصالاته العالمية فتحت جبهات مغلقة ضد عدوان إسرائيل ونصرة للفلسطينيين، فقبل تلك الجولات صمت آذان العالم عما يحدث، إلى أن استطاع الملك فتح الجبهة الدبلوماسية والسياسية والإنسانية التي باتت ضغوطا كبيرة على إسرائيل. ثم أتت مقابلة الملكة المهمة ومن على أحد أهم المنابر الإعلامية العالمية (سي إن إن) لتتحدث وبشجاعة وجرأة كبيرة عن الرواية العربية والفلسطينية وعن الانحياز الإعلامي الغربي. الملكة وقفت بوجه تيار سياسي وإعلامي عالمي جارف نصرة للحق، وكان مذهلا كم كانت منسجمة مع ذاتها وهي تدافع عن الرواية العربية والفلسطينية لشعورها أنها تقف مع الحق، ومع الجانب الصحيح من التاريخ. الملكة استثمرت حضورها الدولي لتيقظ ضمائر الشرفاء بالعالم وتعرضت لهجمة بسبب ذلك، ولكن هذا ما يفعله شرفاء الأمة في وقت المحن. ثم بعد ذلك تأتي معركتنا في الأمم المتحدة حيث نجح الأردن باستصدار قرار من الجمعية العامة يحض على الالتزام بالقانون الدولي والإنساني ويدعو لوقف إطلاق النار. صوت مع القرار 120 دولة وهذا نجاح دبلوماسي كبير أغضب إسرائيل حد الجنون. يضاف إلى ذلك كله كمّ المساعدات الإنسانية الكبيرة من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية التي كانت أول العابرين للأهل في غزة وبضغط مباشر من الأردن وملكه.
هذا بعض مما قام به الأردن والأردنيون، خرجوا بمسيرات هائلة حاشدة نصرة لفلسطين شعبيا وسياسيا، نبراسهم بذلك ملكهم الذي يناور وخلفه أجهزته بكل المحافل دفاعا عن قضايا الأمة. وبعد كل ذلك، يخرج عليك من يأتمرون من الخارج، ومن يريدون المساس بأمن الحدود، ومن يشتبك ويسيء لأجهزة الأمن، ومن يرسل أتباعه للحدود الأردنية العراقية، ومن يشكك بدور جيشنا المصطفوي. بئس أنتم يا من تفعلون ذلك، خسئتم وخسئ من يحرككم، فوالله هذا البلد وملكه ومؤسساته أكبر من أن تمسها إساءاتكم، فالأردنيون الشرفاء جبهة واحدة لا تتجزأ. اتقوا الله بالبلد.