أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

مألات الاجتياح الاسرائيلي البري بين غزة ولبنان


عبادة الوردات

مألات الاجتياح الاسرائيلي البري بين غزة ولبنان

مدار الساعة ـ
مع الساعات الاخيرة التي شهدناها الليلة الماضية والتي توصف بأنها الاعنف على الاطلاق منذ بداية حرب طوفان الأقصى فبعد شن اسرائيل العديد من الغارات الجوية على مختلف مناطق القطاع، وقيامها بالتوغل البري المبدئي داخل غزة والاشتباك مع رجالات حماس, يطرح السؤال الاهم هنا ما هي تبعات الاجتياح البري اذا ما تواصل بشكل فعلي من قبل الكيان الصهيوني؟
يبدو الان ان مسألة الاجتياح البري الذي كانت تدور حوله الشكوك في الايام الماضية قد اصبح حقيقة، ويبدو انه خيار استراتيجي كبير مطروح على امريكا واسرائيل من جانب وحزب الله وايران من جانب اخر.
فحسب القراءة الأولية لهذا الأمر نرى ان مسؤولين امريكيين مهمين كانوا قد وجهوا نصائح للكيان الاسرائيلي بعدم الدخول البري وذلك للعواقب التي قد تترتب على ذلك، وهنالك اصوات اخرى نادت بأن هذا الامر سوف يكون له ابعاد مهمة في المنطقة في حال تم احراز تقدم من خلاله.
ولكن يبدو ان الكيان الصهيوني لا يكترث للنصائح الامريكية السلبية اتجاه هذا الامر ويرون ان الدخول البري سوف يحفظ كرامة الوجه بالنسبة لهم، خصوصاً في ظل الغليان الشعبي اتجاه حكومة نتنياهو.
و في الساعات الماضية وبعد المناورة البرية من قبل جيش الكيان الصهويني، يبدو انه قد خسر هذه المعركة الأولية امام كتائب حماس، بل ويبدو ان الكيان يعيد ترتيب اوراقه بعد هذا الامر، ولكن فيما اذا قرر الكيان استكمال عملياته البرية في قطاع غزة للقضاء على المقاومة في الداخل، يتضح لدينا ان لحزب الله وايران خياران.
الخيار الاول: في حال عدم دخول الحرب من جنوب لبنان و ترك حماس تقاتل وحدها وبالتالي احتمالية القضاء على حماس من قبل جيش الاحتلال تكون اكبر، فنستطيع الجزم بأن اسرائيل لن تقاوم اغراء اعادة تشكيل منطقة الشرق الاوسط من جديد بدخول لبنان والقضاء على حزب الله أيضاً، بل و فتح صراع أيضاً مع اي قوة كانت تنضم لمحور المقاومة، وبالتالي انهاء ما يعيق شعور إسرائيل مجدداً بالتفوق المطلق الذي لا يستطيع احد ان يقاومه خصوصاً بعد استحواذها على ارض إضافية وهي أراضي الدولة اللبنانية.
الخيار الثاني: ان يضع صانع القرار في حزب الله نصب عينيه ما تنوي اسرائيل فعله، والنظر من قبل صانع القرار في ايران نحو هذا الامر والادارك التام ان المعادلة تكون بأن الاطاحة بحماس تعني الاطاحة بحزب الله وتعني ان كل ما فعتله ايران في المنطقة بالعقود الماضية سوف يذهب ادراج الرياح.
لذلك نرى ان هذا الامر في غاية التعقيد ولا يحتمل الجلوس من قبل صانع القرار الايراني مكتوف الايدي والانتظار حتى يتم تشكيل المنطقة من قبل الكيان الصهيوني بالتالي ان تصبح ايران دولة هامشية.
فبرأيي يجب على حزب الله وايران وكل الاطياف التي تدعم المقاومة ان تضع نصب عينيها خيار التدخل في حال الاجتياح البري الفعلي لغزة وعدم السماح للكيان الصهيوني بالقضاء على المقاومة، ويجب عليه ان يفرض نفسه على الساحة بشكل يجعله لاعب اساسي ومهم وذو ميزان قوى في المنطقة بعد كل هذه السنوات من التحركات.
مدار الساعة ـ