سجّل الموقف الرسمي الأردني كما كان على مر العصور فخراً كبيراً واثباتاً حقيقياً بأن الأردن هي السند الحقيقي للإخوة الأعزاء في فلسطين، وكان ذلك واضحاً في المواقف العظيمة والتحركات المكوكية التي قادها وما زال جلالة الملك وعلى يمينه سمو ولي العهد حفظمها الله ورعاهما، وكان من الفخر أيضاً التفاف الموقف الشعبي ليتواءم مع الموقف الرسمي ويؤيده بكل خطواته.
حِراك ملكي دبلوماسي على مختلف الأصعدة تَبِعَهُ جهود جبارة لسمو ولي العهد في الإشراف على حملات الإغاثة للأهل في غزة وشاهدنا سموّه في الميدان يشدّ من أزر العاملين في الهيئة الخيرية الهاشمية ويتواصل مع نشامى الجيش العربي ومرتبات المستشفى الأردني في غزة ويرفع من معنوياتهم ويطلب منهم الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية للمصابين العُزّل الأبرياء جراء الهجمات السرشة التي تقودها اسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، كما كان للحضور الرسمي الأردني في مجلس الأمن أهمية كبيرة في إيصال صوت الأبرياء والصورة الحقيقية التي تسعى دولة الاحتلال لتشويهها وذلك لكسب تأييد الدول وضمان عدم وقوفهم مع الجانب المحتل جراء حملاتهم الممنهجة في تشويه الحقائق.
على الصعيد الشعبي، شهدنا توافقاً شعبياً وتأييداً منقطع النظير للمواقف الملكية والإدانة المستمرة وتقديم الغالي والنفيس من أجل الأهل في غزة، فكانت الوقفات الاحتجاجية في كل صوب و تعمل التجمعات الشعبية بكل فخر على أن تُقدّم ما بوسعها لإغاثة الأهل في المؤن والمساعدات، والدعاء المستمر بأنك تنتهي هذه الدوامة والانتهاكات الصارخة ضد الأبرياء والمدنيين الذين لا يستحقوا إلا أن يعيشوا بسلام أسوةً بباقي الشعوب الآمنة، وذلك أضعف الإيمان.
إننا اليوم مطالبين جميعاً بأن نستمر في هذا الموقف سعياً لضمان إيقاف الحرب الدموية التي تقودها إسرائيل وجرائمها المستمرة التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني بشكل عام وما يحصل حالياً في قطاع غزة، ولا حل لهذا الصراع إلا إيقاف دولي لجرائم الاحتلال وضمان تقديم محاسبة إسرائيل وقياداتها للمحاكمة الدولية مع أن ذلك لن يتم ولكن يتوجب علينا الاستمرار بالمطالبة به، لأن دماء الأبرياء غالية علينا جمعياً ويجب أن ينال المجرمين جزاءهم.
أُسجل فخري مجدداً بكل ما قدّمته دولتنا الأردنية ملكاً وحكومةً وشعباً في سبيل قضيتنا الفلسطينية وتاجها القدس الشريف وضمان الأمن وإيقاف جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، ولا نقول إلا: صبراً أهلنا في غزّة فإن وعد الله حق وسيأتي نصرة لحقوقكم المشروعة ولو بعد حين.