بعض الجراح أعمق من إن تشفى...
لا يفقد الإنسان أعصابه، بل تفقد الأعصاب إنسانها!
في فسحة للقلب أخذت جولة بين شوارع غزة … الخيانة يا غاليتي باتت مشروعة
خانك الوقت
وتلاعبت بك الظروف...
للوقت... غلطات...
يمكن... تصحيحها... وللمواقف تاريخ لا يمكن محوه
شيء من التفاؤل
يرسل العصافير للشرفات
ويبعث الضوء في الأرواح
ويرسلنا للسعادة والحياة
هل سيصدح المجد من جديد ونسجل انتصارات الخسائر
أيها المجد هل غزة أو ابتسامة الموناليزا في اللوحة العظيمة... فلسطين
تستحق هذا الألم
هل الوقت المشحون بالقلق والغضب يفرغه النصر... هل نقص المعدات الطبية وأدوات التعقيم... والعلاج يعوضه المرور بكرنيش غزة المسك ودم الشهيد.
جلست قرب النافذة الواسعة المطلة على الطريق، اتخيل كيف وصف الكاتب ايهاب بسيسو غزة
… "المدينة الراكضة على امتداد شارع الشفاء المنحدر جنوبا في اتجاه شارع عمر المختار، العابر من الميناء غربا إلى ميدان فلسطين" الساحة "وتمثال العنقاء شرقا مرورا بمركز رشاد الشوا الثقافي وحديقة تمثال الجندي المجهول الغائب، والسرايا التي كانت مقرا عسكريا للاحتلال وسجنا أعتقل فيه والدك مطلع السبعينيات وسوق فراس الشعبي وبلدية غزة والمستشفى المعمداني الذي ولدت فيه ذات صيف بعيد...
كإنه حلما... غاب بسويعات قليلة
لم تعد هذه الاماكن حية ومأهولة بالسكان بقي فقط تلك الحروف وذاكرة تصبح بيوم ذكرة اليمة في ثنايا القلب
اصبح الكل في فوضى الحواس، وذلك المشفى التي كانت أملا اصبحت قلق الوالدين، بكاء وعويل وامل مصحوب بوجع الفقد الصراخ مع كل رشاشة تقطع اوصال الارض قبل القلب.
اضطهاد الجنود للأحلام البسيطة وابسطها حق السلام والامان وقسوة السياج الممتد كنصل سكين حول عنق المدينة كما وصفه الكاتب لا يمكن الهروب منه واليه فأمامهم عدو وخلفهم طريق لوطن جديد، الطرقات مبتورة بسبب القذائف والخوف من التهجير قبل الموت، عند وقف القذائف، الاطمئنان المؤقت مرتعش كالبرد المرتجف لا عاصم له...
علمتم لما سماها الكاتب الموناليزا لأن غزة لها عدة صور ولم ينجح احد برسم الواقع النظر لها يرسم حاجته ومحبته ومدى عطائها ومدى عطشها لدماء الشهداء الطاهر،،، ومدى عزتها وجمال شاطىء العز والكرامة….