من المعلوم أن القاسم المشترك بين العالم هي احترام إنسانية الإنسان ، واحترام القانون ، فتعودنا حين تحدث أزمة أو كارثة طبيعة أو حرب أن يتعاطف الناس في كافة دول العالم مع الضحايا الذين تضرروا من هذه الكارثة الطبيعية كالزلازل والفيضانات أو الأعاصير والتي تؤدي إلى وفيات وجرحى ومصابين، وتخلف آثارا على ممتلكات الناس ومقدرات الدول من تدمير المباني والبنيةالتحتية من ماء وكهرباء وباقي الخدمات الأساسية للناس ، حينها يتسابق العالم إلى تقديم المساعدات لهذه الدولة أو الدول المتضررة ، من باب التعاون الإنساني الذي هو القاسم المشترك بين كافة دول العالم ، لأن كل العالم عرضة لتعرضه لأزمة أو نكبة أو كارثة ما، والعامل المشترك الآخر بين العالم هو احترام القانون سواء كان قانون محلي أو قانون دولي الذي شرع لينظم علاقات الناس والدول فيما بينها، وخلاف ذلك فإن العالم والبشرية سوف تتحول إلى فوضى ، ويصبح العالم متوحشا ويتجرد من إنسانيته ومن إحترام القانون ، وما يحدث في غزة كشف العالم على حقيقته، إذ تحول إلى عالم بلا إنسانية ، وعالم يحكمه شريعة الغاب ، القوي يأكل الضعيف ويعتدي عليه دون رادع، وهذه كارثة ، فالدول الكبرى تحولت من دول تحرس القانون وتسعى إلى الإلتزام بتطبيقه واحترامه، إلى دول تنتهك القانون وتدعم القاتل لا بل وتسانده وتشجعه على اختراق القانون وعدم احترامه والمضي قدما في قتل الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ دون رادع أو وازع انساني، وهذه الدول التي كانت دوما تتباكى على اتفاقية حقوق الطفل ، وشرعت هذه الاتفاقية وطلبت من الدول التوقيع والمصادقة على هذه الاتفاقية والإلتزام بنصوصها ، وإذ الموؤودت سئلت بأي ذنب قتلت، لقد أصبح العالم متوحشا تجرد من إنسانيته ومن ضميره وحتى أخلاقه حينما يصل الأمر في أن يسخر كل قوته وأحدث الأسلحه لقتل الأطفال معظمهم لا يتجاوز عمره شهورا، والنساء والشيوخ العجز دون ذنب وهم عزل من السلاح ، قد تنتهي هذه المعركة ولكن الحرب طويلة، لأن ما حدث من قتل ودمار سيترك إرثا من الحقد والكراهية من الجيل القادم ، وسيأخذ بثأره مهما طال الزمن ، وللحديث بقية.
البطاينة يكتب: العالم حين يتجرد من إنسانيته ولا يحترم القانون
مدار الساعة ـ