ينفعل مذيع الجزيرة الذي يغطي الأحداث من جنوب لبنان, حين يتحدث عن قيام حزب الله.. بتوجيه قذيفة مضادة للدروع إلى موقع إسرائيلي, مذيع الجزيرة يشعرني أنهم قاموا بهجوم كاسح, مع أن الأمر لا يتعدى كونه قذيفة اصطدمت بساتر ترابي وانفجرت.
وينفعل وزير الخارجية الإيراني حين يهدد أميركا ويخبرها أن غدا قد يكون متأخرا, ويمر غدا ويتضح لنا أن محور المقاومة الذي تقوده إيران هو الذي تأخر..
السؤال الذي أود طرحه هو أين حزب الله؟... ألم يكن هناك غرفة مشتركة للمقاومة, ألم يطرح الحزب ذاته فكرة توحيد الجبهات؟... ألم يشعرنا سماحة السيد من خطاباته أن الحزب سيواجه ولن يترك المقاومة وحدها؟.. ألم تتحدث إيران صباحا ومساء عن الضربة القادمة والأهداف.. وكيف أن الأمريكان سيعودون في توابيت.
الحمد لله... الفلسطيني حمل قضيته وحده الان, ولا يريد لأحد أن يقاتل بالنيابة عنه, هو يدفع الثمن هو يدفع الدم وهو من يقاتل على أرضه, وليس على أراضي الغير... ولكن التاريخ حتما سيعري أصحاب الخطب العصماء, وسيعري أرباب المصالح... على الأقل محمد الضيف ظهر في تسجيل صوتي واحد منذ أن تسلم قيادة القوى العسكرية لحماس, لكنه فعل على الأرض ما لم يفعله غيره, بالمقابل حسن نصر ظهر في ألف خطبة, وأنتج ألف معركة كلامية... وفي النهاية تبين أن توحيد الجبهات يعني تسديد قذيفة يتيمة على ساتر, وانفعال مذيع وتصوير الأمر على أنه إنزال?النورماندي... ويعني أن قضية توحيد الجبهات كذبة, وأن لغة المصلحة والمنفعة أعلى من المبادئ.
التاريخ لن يرحم, والتاريخ سيسأل.. وسيكتب عن الذين تركوا وحدهم في المواجهة ودفعوا الدم مضاعفا, وسيسأل عن الذين يحسبون الأمر بلغة المنفعة... التاريخ لن يرحم الذين أثخنوا الإعلام بتصريحاتهم, وتبين فيما بعد أنها كاذبة, وبين الذين تركوا دمهم ينطق أمام الكاميرات.. والتاريخ سيسأل وزير الخارجية الإيراني (عبداللهيان): أين هو غدا المتأخر؟ أين كلامك واجتماعك الذي استغرق (8) ساعات من سماحة السيد واطلعت فيه على السيناريوهات المعدة؟.. أين السيناريوهات المعدة للمعركة...
على كل حال أود أن أذكر سماحة السيد ببيت شعر للراحل الجواهري يقول فيه: (أتعلم أم أنت لا تعلم... بأن جراح الضحايا فم.. وللعلم كتبها الجواهري في رثاء أخيه جعفر, وسيمر على غزة زمن ستنطق فيه حتما جراح الشهداء..وستسألك أنت..أنت أول من سيسأل, أين كنت يا سيدي؟
