بالرغم مما يدور حولنا من احداث دراماتيكية سريعة وحرب و عدوان اسرائيلي على قطاع غزة وما يخطط له الكيان المحتل من افكار خبيثة ترفضها الاردن رفضا قاطعا على الصعيدين الرسمي والشعبي، غير ان هذا يستوجب علينا جميعا ان لا نغفل عن تنفيذ رؤى التحديث الثلاث وتحديدا الاقتصادية منها، بهدف الحفاظ على استقرارنا لنبقى صامدين بوجه تلك المخططات.
البعض يعتقد ان الاردن وبهذه الحرب الوحشية وما يرافقها من اجراءات تصعيدية سينشغل عن تحديثاته او لربما يؤجلها، غير انهم لا يعلمون اننا قد بدأنا الاستعداد لمثل هكذا ايام مستبقين كل مخططاتهم واهدافهم لنا وللمنطقة برؤى تحديث قادرة على الحفاظ على استقرارنا السياسي والاقتصادي وتحصين النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية من عبث العابثين.
الطابور الخامس والمتربصون باصلاحاتنا ومنهم الكيان الوحشي ومن يعتاشون على الواسطة والمحسوبية هم اليوم بحالة من التفاؤل القائم على توقفنا عن تنفيذ تلك التحديثات او تأجيلها بسبب الحرب التي بدأها الكيان الصهيوني وما يثار عن اخبار تشير الى توجه لتصفية القضية الفلسطينية، وهذا لن يكون لاننا ومهما فعلوا لن نتراجع عن التحديث، فكما ان سلاح الدبلوماسية الاردنية وبقيادة جلالة الملك يبذل جهودا جبارة لايقاف الحرب وافشال مخططات المحتل، فان على الحكومة والقطاع الخاص ان لا يتوقفوا او يغفلوا عن التحديث ومهما كان.
صمودنا طيلة العقود الماضية بمواجهة مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية وانهاء حل الدولتين ما كان ليكون لولا صمود اهلنا في فلسطين اولا وثانيا استقرارنا الداخلي وعلى مختلف الاصعدة سياسيا واقتصاديا والاهم وقوفنا صفا واحدا خلف جلالة الملك الوصي الشرعي على المقدسات الاسلامية والمسيحية بالقدس والساعي وبكافة الجهود لاقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولذلك ولأجل تعزيز هذا الصمود علينا ان نجتهد للحفاظ على استقرارنا ودعم الاشقاء بصمودهم.
الاردن وعلى مدار السنوات الماضية تعرض لتحديات كثيرة كان الهدف من بعضها اضعافه واستهدافه من قبل بعض الطامحين بتنفيذ اجنداتهم على حسابه، غير انه استطاع ان يفاجئ العالم بتصديه لتلك التحديات وعكسها لفرص تجعل من صموده اليوم امام مخططات الكيان الصهيوني اقوى بكثير من ذي قبل، وهذا دليل قاطع على وعي الاردنيين وادراكهم لحجم المكائد التي تحاك ضدهم وضد الشعب الفلسطيني.
خلاصة القول، الاستمرار بالصمود بمواجهة تلك المخططات الصهيونية الخبيثة يتطلب اردنا قويا اقتصاديا وقادرا على مواجهة التحديات وعدم السماح بتسلل الحاقدين ودعاة الفتنة ومطلقي الشائعات الهادفة لاختراق نسيجنا الاجتماعي واضعافنا اقتصاديا الذي سطر في الايام الماضية وقفات داعمة للاشقاء في فلسطين ورافضا لكافة المخططات التي تحاك ضدنا، ولهذا لا يجب ان نغفل عن هذه المهمة فيد تدافع عن فلسطين ويد تنفذ رؤى التحديث.