لقد خصصتُ هذا المقال لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون لانها المؤسسة الوطنية التي نعتز بها.. ونتطلع اليها بعين الغيرة.. واستثنيت غيرها من المؤسسات التي هي بالاصل تلعب دور نقل الاحداث والاخبار.. فهو اساس عملها..
فقد تابعت منذ اليوم الأول للعدوان الغاشم على غزة.. ما تقوم به هذه المؤسسة بجناحيها المرئي والمسموع.. وكنت آخذ المستجدات من خلالها.. وللأمانة والموضوعية.. كانت على قدر المسؤولية في نقل وتحليل الحدث من خلال تقديم الاخبار اولا باول.. وتحليل الموقف من خلال استضافة نخبة من ابناء الوطن في كافة المجالات..
فقد سخروا كل طاقات طواقمهم من مذيعين ومذيعات لابقائنا في صورة الحدث.. وظهر جليا ان كل من شاهدتهم او سمعتهم بذلوا قصارى جهدهم في هذا الحدث الكبير..
من هنا وجب علي شكرهم اولا.. فمن لا يشكر الناس.. لا يشكر الله..
ومن هنا ايضا وجب عليّ تسجيل عتبي على مؤسستنا الوطنية من باب الغيرة عليها.. بان عندكم طاقات كامنة.. وقدرات بشرية لا يستهان بها.. فلماذا لا تبقون على هذا المنوال.. وتجعلونا نتمسمر امام شاشتنا الوطنية.. ولا نحوِّل عن تردد واشارة اذاعتنا الرسمية؟!..
كل ما هو مطلوب من مؤسستنا التي نشأنا على متابعتها.. هو اطلاق طاقات طواقمها.. كلٌ في مجاله.. وكلٌ ضمن مواهبه.. لتصبح هي الرقم الاصعب في اعلامنا.. ولتصبح هي المصدر الرئيس والاسرع لاخذ الخبر منها.. وتخفيف الضغوط عليها وعلى طواقمها لاخراج ما يكتنزون من خبرات ومهارات..
وعلى حكومتنا ان تدعمها بكل قوة.. فهي الاداة التي تستطيع التاثير في الناس.. وتحصين جبهتنا الداخلية..
وهي الاداة التي تستطيع نقل صوتنا النقي والوطني والحقيقي لكل ارجاء العالم..
وهي التي تنقل هموم المواطن لعين وأذن كل مسؤول.. دون تزيين ولا تزييف ولا مبالغة..
ومن الواجب عليّ تجاه هذه المؤسسة في هذا المقام.. ان اهمس باذن ادارتها من باب المحبة فاقول.. يبدو ان معركتنا الدائرة الان مع العدو الغاشم ليست قصيرة.. وتبعاتها لن تتوقف في المدى المنظور.. وحتى لا تنقطعوا عن ما تقومون به الان بشكل مفاجئ.. ليتكم تعودوا الى هوية برامجكم كما كانت.. مع تسخيرها لمجريات ما يدور بشكل مهني متناغم في سمفونية وطنية قومية..
فما المانع من بث البرامج باسمائها كالمعتاد.. مع استضافة اهل الاختصاص حسب طبيعة البرنامج.. للحديث عن الحدث وربطه بطبيعة ذلك البرنامج؟!..
فعلى سبيل المثال.. اذا كان البرنامج يختص بالمتابعات.. فلم لا يتم التركيز على متابعة ما تقوم به اجهزة الدولة في هذا الحدث؟!..
واذا كان هناك برنامج يعالج القضايا الاجتماعية.. فما المانع من ان يتم استضافة خبراء اجتماعيين يتحدثون عن الاثار الاجتماعية للحدث وكيفية مواجهتها؟!..
وان كان البرنامج طبي.. فيتم استضافة اطباء مختصين في المجال الصحي.. يتحدثون عن الاثار الصحية في هكذا ازمات.. وما على المواطن القيام به في مثل هذه الحالات..
وفي الختام.. شكرا مؤسسة الاذاعة والتلفزيون على ما تقومون به.. متمنيا لكم دوام التقدم.. والثبات على رزانة ورصانة محتواكم.. وهيئتكم التي تظهرون بها للعامة.. وصِدق ما تقدمونه لنا.. واحترامكم لهيبة ووقار التاج الذي تزدانون به..