أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

سمعة أميركا..!


عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com

سمعة أميركا..!

عصام قضماني
عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
لم تكن سمعة أميركا حسنة في عالمنا العربي في أي وقت من الأوقات لكنها اليوم أسوأ.
على مدى أكثر من عقدين زاد عبث أميركا في عالمنا العربي والنتائج كانت دائماً سيئة في القضية الفلسطينية وفي العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها على امتداد العالم العربي.
كنا نعتقد أن هذا الانطباع يخص فقط العالم العربي، لكننا نراه يمتد اليوم على مساحة أوسع في العالم حتى أنه أصاب مواقف بداخلها.
لم يكن العربي يوماً كارهاً لأميركا بل العكس فهو يرى فيها حلم الإنسان في حياة أفضل ولطالما رغب في تمثل هذا النموذج لكن محور الكراهية هذه يخص قياداتها التي تداولت منذ ٧٠ عاماً من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين الانحياز التام لإسرائيل، بل أن هذا الانحياز تجاوز اليوم المواقف الدبلوماسية إلى دعم عسكري يكاد يصل إلى القتال مع الإسرائيليين كتفاً لكتف.
صورة أميركا هبطت إلى الحضيض في عهد الرئيس بايدين أكثر مما بلغته في عهد الرئيس السابق جورج بوش، الذي شـنّ حرباً على العراق، وحرباً على أفغانستان، وحرباً عالمية على الإرهاب.
لطالما خيبت أميركا الآمال التي عقدت عليها لكنها اليوم تجاوزت الخيبة إلى الصدمة عندما تدعم قتل الاطفال والنساء والشيوخ في غزة تحت مبرر حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها..!.
ظلت سياسة أميركا مستقرة ومستمرة على حالها، لكنها اليوم تجاوزت حدود الانحياز إلى الالتحام مع الاحتلال الإسرائيلي.
الإدارات الأميركية المتعاقبة تبرر هذه الكراهية بسبب نجاحها وحريتها وتقدمها العلمي والثقافي أي أن الكراهية هي للحضارة الأميركية، وهذا ليس صحيحاً، فالكراهية هي لسياستها المعادية للعرب والمنحازة لإسرائيل بشكل صارخ وغير منطقي، وازدواجيتها فهي لا ترى إلا بعين واحدة منحازة لإسرائيل باعتبارها واحة الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط، وهي كذلك لكن لقومية واحدة فقط هي اليهود.
العربي يعجب بإنجازات أميركا العلمية والطبية والثقافية، ويختار لأبنائه جامعات أميركية، ولمرضاه مستشفيات أميركية، كما أنه معجب بالديمقراطية الأميركية وحرية الصحافة والإعلام ونظام المحاسبة والمساءلة وسيادة القانون. العربي يكره الدعم الأميركي والانحياز الأعمى لإسرائيل وتتعامى عن حرائقها، ونظامها العنصري..
في مسح لـ «إيكونومست» أجري في عهد الرئيس الأميركي السابق ترمب وجد ان سمعة أميركا في العالم قد تراجعت خلال رئاسته.
واظهر أن نسبة من لديهم رؤية إيجابية عن أميركا كانت في أدنى مستوياتها.
ماذا ستكون نتائج استطلاع مماثل لو أجري اليوم؟.
لو أننا أجرينا اليوم تبادلاً في المواقع بين بايدن ونتنياهو فسنحصل على النتيجة ذاتها.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ