قلنا ان معركة طوفان الأقصى، اعادت تأكيد حقيقة ان فلسطين قضية الأمة، وهي حقيقة قلنا انه لا بد من البناء عليها والتصرف على اساسها، واول ذلك أن نتوقف عن الأحاديث والتصرفات والمواقف والسياسات التي تكرس انقسام أمتنا وشرذمتها وخلافاتها، كذلك لابد من التوقف عن الحديث عن تخاذل الأمة وضعفها، واستبدال ذلك كله بحديث تعبوي لرفع المعنويات ورص الصفوف، وعلاج العلل، وشحذ الههم، وكل ما من شأنه ان يؤدي إلى اقالة الأمة من عثراتها،والنهوض من كبوتها من خلال إثارة مكامن القوة فيها ماديا وبشريا،تعظيم مبدء الاعتماد على الذات، حتى لو أدى ذلك إلى الاستغناء عن الكثير من السلع، مع إتاحة الفرص أمام قدرات أبناء الأمة في مجال الابتكار والتصنيع، وهو ليس بالأمر المستحيل ففي تاريخنا الكثير من هذه التجارب، وكذلك في تاريخ البشرية، والا كيف هزمت فيتنام الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك فعل الأفغان. وهنا تبرز أهمية التاريخ المشترك والجغرافيا الواحدة، التي تشكل إسرائيل حاجزا مصطنعا لتمزيق هذه الجغرافيا، وكذلك تبرز اللغة العربية الواحدة، وكذلك الثقافة المشتركة فكل هذه عناصر يمكن توظيفها، لتحقيق نهوض الأمة، وحشد طاقتها وامكانيتها في الحرب الدائرة ضدها وساحتها الرئيسية فلسطين.
ان اول نتائج وحدة الأمة في مواجهة الحرب التي تشن عليها، هو توفر القدرة لديها للردع، فتخيلوا لو ان الأمة مجتمعة قاطعت اعدائها وحلفائهم اقتصاديا واغلقت اسوقها أمام منتجات العدو وحلفائه ، تخيلوا لو منعت الأمة مواردها الطبيعية ومنها البترول والغاز والمعادن الاخرى عن هؤلأ الاعداء، وقد لمسنا مافعله قطع البترول العربي عن الغرب في مرحلة سابقة.
لتحقيق كل ماسبق فان المطلوب ان نؤمن به كافراد من هذه الأمة، ثم نضغط لتخقيقه، عندها انهم يرونه بعيدا ونره قريبا