أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

دور المرأة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الصهيوني


المحامية رشا عواد

دور المرأة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الصهيوني

مدار الساعة ـ
المرأة الفلسطينية هي المرأة المرابطة التي تعلم حب الارض ومقدساتها هي امرأة صنعتها الحروب هي الدور الأكبر في صمود الفلسطينيين وصناعة النصر العظيم بمواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري
أن هذا الصمود الأسطوري المستمر ليومنا هذا ما كان ليحدث دون دور جدي واساسي صريح للمرأة فيه كونها ببساطة نصف المجتمع فهي شريكة أساسية في المقاومة والصمود والأمل.
فالأسرة تمثل النواة الأولى الحقيقية والصلبة للمجتمع، تتمثل بعمل مركزي للمرأة في صمود وثبات المجتمع ككل، وهذاما يتعلق بتنشئة الأجيال الجديدة على الذاكرة العصية والرواية العادلة.
فقد قدمت المرأة الفلسطينية المساعدات التعليمية والصحية والاقتصادية، حتى في ظل نظام منع التجول أو الإغلاق التام؛ فكانت المرأة الفلسطينية من أوائل من استخدم أسلوب التعليم المنزلي؛ حرصا منها على استكمال تعليم الأطفال، وحثهم على متابعة علمهم كسلاح فعال في وجه الاحتلال وسياسته القمعية. فقد تمتعت المرأة بدور مهم في الحفاظ على الأسرة من الانهيار النفسي والمعنوي، فكان لها دور كبير في مؤازرة ذوي الشهداء والمعتقلين وتقديم العون لهم. ففي بعض المناطق لجأت المرأة إلى إتباع سياسة الاكتفاء الذاتي، حيث اتجهت إلى الزراعة واستخدام طرق تقليدية في حفظ وتخزين الأغذية؛ في محاولة منها لكسر الحصار الذي كانت تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على السكان الفلسطينيين آنذاك.
معظمهن شاركن في العمل الوطني بكل أشكاله من الكفاح المسلح، للكفاح الاقتصادي، فالاجتماعي، فهي أم الشهيد، وأم الأسير، وأم الجريح، وتشارك في المظاهرات، والاحتجاجات، والاعتصامات منذ العام 1917 حتى يومنا هذا.
ويعج السجل الفلسطيني بأسماء نساء فلسطينيات تركن بصمات واضحة في النضال، حيث شاركن في العمل العسكري والميداني، وقدن العديد من المظاهرات والاحتجاجات الوطنية ضد الاحتلال، وحملن البندقية، وقاومن كما الرجل، وخضن غمار الكفاح المسلح، واستشهدن، واعتقلن، بل وأبعدن، كما خضن العمليات الاستشهادية البطولية، وقدن المجموعات الفدائية داخل فلسطين وخارجها.
واستمرت المرأة الفلسطينية بعزيمتها القوية تتابع مسيرتها النضالية عبر جميع اشكال العمل الوطني وهي تدق أبواب الحرية والاستقلال ومارست دورها في كل المواقع، ناضلت كأم تربي أطفالها على التحدي والنضال واخترقت بقوة ارادتها معظم الأطر الطلابية والنسائية لتمثل فلسطين في اتحاد المرأة الفلسطينية على صعيد الخارج وتتعدى النشاط السياسي والعمل الجماهيري الوطني داخل فلسطين المحتلة من خلال مشاركتها في اتحادات مجالس طلبة الجامعات واستطاعت المناضلات الفلسطينيات تكوين وخلق الأطر النسائية في جميع المواقع حتى اصبح دور هذه الأطر يضطر حيزاً كبيراً من احتياجات جماهير الشعب الفلسطيني في المخيم والقرية والمدينة وبرز اتحاد المرأة للعمل الاجتماعي وشارك عبر تفاعله وعطائه اليومي في إيجاد البنية التحتية للانتفاضة الباسلة حيث وفر الظروف والاحتياجات الضرورية لانجاح التعليم الشعبي بعد أن لجأ الاحتلال لاستخدام سلاح التجهيل للضغط على الانتفاضة ومع ان الحقيقة لم تظهر كاملة لأن الاحتلال فرض حصاره الاعلامي على دورها محاولاً دفن الحقائق إلا أن الدور العظيم للمراة الفلسطينية كان أحد العوامل الفاعلة والأساسية لاستمرار الانتفاضة والمقاومة …فالمرأة استطاعت أن تفشل سياسة الاحتلال الاسرائيلي في فرض الحصار الاقتصادي على القرى والمخيمات حينما كانت المرأة تحمل كميات كبيرة من الحليب وتتسلل مخترقة الحصار لمساعدة أهالي القرية أو المخيم المحاصر وكان لذلك أثر كبير في رفع معنويات الأهالي المحاصرين ومساعدتهم على الاستمرار في النضال اليومي، كما عملت المرأة الفلسطينية على توفير كميات كبيرة من الخبز عندما كانت وعلى مدار العشرين ساعة جالسة خلف الغرف وهي تخبز وحينما لجأ الاحتلال الى قطع الكهرباء ومنع الغاز لجأت المرأة الفلسطينية إلى استخدام الطابون الفرن الطبيعي وقهرت الاحتلال ووفرت الخبز والحليب لأبناء الشعب الفلسطيني.
وها هي المرأة الفلسطينية تخرج للشارع لتشارك في الاعتصامات والمظاهرات وتصطدم مع قوات الاحتلال متحدية الغازات السامة والدبابات والرصاص وتقدم فلذات أكبادها والأجنة في بطونها شهداء على درب الاستقلال والنصر جراء استنشاق الغازات السامة أو الاستشهاد أو الضرب على أيدي جنود الاحتلال وتقول للعالم أن الجنين الفلسطيني يسابق جميع الأحياء إلى الشهادة من أجل أن تحيا فلسطين ومن أجل دولة فلسطين المستقلة التي ولدت جنين البطولة والنداء من الصمود والايمان بعدالة قضية فلسطين وحتمية انتصارها.
المرأة الفلسسطينية هي عنصر أساسي من مكونات هذا الشعب المناضل، وأنا شخصيا أؤمن بأن وجود المرأة القوية يعني أن هناك مجتمعا قويا، لأنها نصف المجتمع".
مدار الساعة ـ