منذ أن قامت دولة الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين وهي ترتكب الجريمة تلو الجريمة ولا رادع لها، فدول عظمى تدافع عن هذا الكيان الصهيوني المسخ وإعلام يسوق سياساته وينشر الحقائق بشكل مشوه، وينشر الأكاذيب بحق كل أنواع المقاومة لهذا الكيان الصهيوني المسخ، ومع تطور التكنولوجيا ووسائل البث ظهر بشكل واضح أن الكيان الصهيوني يسيطر بشكل أو بآخر على كثير من وسائل الاعلام المختلفة في العالم بشكل عام وفي الوطن العربي بشكل خاص، وفي معركة طوفان الأقصى الأخيرة ظهر التواطؤ واضحا جليا، ففضائيات عربية شهيرة تنشر الرواية الصهيونية وأكاذيب النتن ياهو وزمرة المتطرفين في حكومة صهيونية قاتلة للنساء والأطفال، وتدافع عنها وتحاول أن تدفع المشاهد العربي إلى إدانة المقاومة للاحتلال، وعندما انكشفت وحشية الاحتلال الصهيوني في استهداف المستشفيات وأماكن العبادة والمدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني في غزة وبدأت أرقام الشهداء والجرحى تتزايد وتبين حجم الكارثة في القطاع المحاصر وفي الضفة الغربية، كما تبينت خطورة مخططات الكيان الصهيوني، لذلك اتبعت هذه الفضائيات ووسائل الإعلام وحتى بعض الصفحات المشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي سياسة الخداع وبدأت بنشر أخبارها متبعة استخدام مصطلحات على شاكلة وصف المقاومة بالتنظيمات الإرهابية، واستضافة رموز الإحتلال الصهيوني وداعميه ووصف (شهداء فلسطين وغزة بالقتلى)!
اقول لهؤلاء المستعربين تأدبوا يا صغار عند ذكر شهداء فلسطين الكبار فهؤلاء أشرف خلق الله على الأرض فلقد قدموا حياتهم دفاعا عن الوطن والأمة واستشهدوا بالنيابة عن كل الأمة العربية والإسلامية ودفاعا عن أرض الحشد والرباط…
إن هذه الفضائيات ووسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي المشبوهة يجب أن تقاطع من قبل كل مواطن عربي شريف لأنها باختصار تخدم الإحتلال الصهيوني وتسوق سياساته، وهي ذات السياسة التي مارستها في نشر الفوضى في العالم العربي وبذرت فيه الفتنه، وهو ما يضعنا أمام تساؤلات كثيرة حول دورها، ومستوى المهنية فيها، ومسؤولية الكلمة، وحق المواطن في المعرفة والتواصل.
خلال السنوات الماضية وقعت عدة وسائل إعلام في فخ خبر كاذب أو مشوه أو لقطة خارج السياق مستندين إلى تغريده متداولة أو فيديو مجتزأ من سياقه أو صورة مفبركة، وسار الخبر كالنار في الهشيم بعدما تناولته محطات ووسائل إعلام مرموقة، وتناقله الناس حتى أصبحت الشائعة هي الحقيقة، وأصبحت الجهة صاحبة العلاقة مضطرة إلى التصحيح والتصويب وملاحقة الأخبار المفبركة وهي للأسف كثيرة وليس أدل على ذلك من الخبر المفبرك لقتل المقاومة لطفل إسرائيلي وتبين لاحقًا أنها صورة كلب مريض تم التلاعب بها بتقنية الذكاء الاصطناعي.
لقد جاءت هذه الوقائع لتترجم واقع الإعلام، وتعكس مستوى مهنيًّا مترديًا، وانحدارًا في ممارسة المهنة أو انحدارًا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات التي أصبحت ميدانًا لخطاب الحقد والكراهية وبث السموم، لنصف ما يحدث بالفوضى الإعلامية العارمة غير المسبوقة بعيدًا عن التقاليد والأعراف المهنية، والكل في سباق محموم بلا عقل يحكمه أو ضابط يردعه، وحالة عبثية فرَّغت المهنة من محتواها وحرفيتها؛ فأصبحنا أمام إعلام شائعات ينشر أخبارًا من دون التحقق من صحتها ومصدرها ومرجعياتها وليصبح الوصف الدقيق الإعلام المنفلت غير المسؤول. لذلك أعتقد أنه قد حان الوقت لوقفة جادة لتقييم أداء العمل الإعلامي بمختلف أشكاله وقنواته، وضبط إيقاع المشهد، وإصلاح منظومته.
أما فضائيات الفتنه ووسائل الإعلام المشبوهة فلا حل إلا في مقاطعتها من قبل كل مواطن عربي وإسلامي، وأخيرا فإن ثقتنا في المقاومة للاحتلال الصهيوني لن تتغير فيها المواقف لأننا اكتشفنا حجم التزوير والسياسات المشبوهة لبعض وسائل الاعلام التي أصبحت عبرية حتى وإن نطقت بالعربية.
وإن النصر قادم بإذن الله لأن قضيتنا عادلة.