أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

القشة والبعير


عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com

القشة والبعير

عصام قضماني
عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
حتى لو انتصر نتنياهو في هذه الحرب فإن مستقبله السياسي كأسوأ رئيس للوزراء في إسرائيل منذ جولدا مائير قد انتهى.
لسنا من نقول هذا بل الإسرائيليون أنفسهم، فحالة نتنياهو قبل «طوفان الأقصى» لم تكن أفضل مما هي عليه اليوم، وهي لن تكون أفضل حتى لو أنه انتصر وظفر بأهدافه كلها» وهي انهاء المقاومة الفلسطينية والقضاء على حقوق الشعب الفلسطيني في دولة حرة مستقلة وناجزة.
غزة قد تكون القشة التي ستقصم ظهر نتنياهو، لكنها بالنسبة له كما يبدو هي القشة التي يعتقد انها ستنقذه من الغرق وقد دأب باستمرار على ترديد كلمات محددة وهي ان المعركة ستكون طويلة ما يعني ضمان بقائه في الحكم لاطول مدة تمكنه من تغيير اسباب سقوطه.
لكن ماذا بعد نتنياهو، وهل ستتعطل القيادات الاسرائيلية التي سترثه مما جرى ويجري؟.
في اسرائيل اليوم من اسباب الانقسام اكثر مما يبدو على السطح من اسباب الوحدة، هذه الوحدة التي تقوم على مبدأ واحد وهو » العدو الذي يتربص بنا» وفي هذه الحالة فان اسرائيل تستنسخ النموذج الأميركي الذي يحتاج دائما الى عدو خارجي يؤخد جبهتها الداخلية لكن على اسس هشة ومؤقتة فلو لم يكن الفلسطينيون فالعرب ولم لم يكن العرب فايران! ولو لم تكن ايران فيجب ان يكون هناك عدو تماما كما هو الحال بالنسبة لاميركا، فيتنام ثم الاتحاد السوفياتي فالارهاب فالصين وأخيراً بوتين.
لا تنظر أميركا لاعدائها كان او كيانات بل كاشخاص ودائما بالنسبة لها فان الشعوب ليست العدو، فقد كان كاسترو ثم صدام واليوم بوتين بيما كل ما تفعله تحت هذه العناوين هو تدمير الشعوب، كذلك تفعل اسرائيل فالعدو هو حماس لكن ما تفعله هو تصفية الشعب الفلسطيني.
نتنياهو وما يمثله من صلف وعدوانية تهيمن على ما يسمى بالمجتمع الاسرائيلي في مأزق قبل طوفان الاقصى، وهو كذلك خلاله وسيكون كذلك بعده، لكن كل التجارب السابقة لم تمنح هذا الكيان الدروس فهو يعيد الكرة مرة بعد اخرى، وإذ يدلنا هذا على حقيقة واحدة وهي أن هذا المجتمع بكليته صمم على الكراهية والاستعطاف.
نتنياهو يرغب في حرب شاملة طويلة في غزة، لكسب الوقت، وهو يعتقد ان الاسرائليين موحدين خلفه، نقطة الخلاف في المواقف المنقسمة في اسرائيل ليست حول تصفية الشعب الفلسطيني بل حول اهلية نتنياهو لتنفيذ هذه المهمة.
صحيح انه يمكن اعتبار حرب نتنياهو في غزة حملة من أجل خلاصه الشخصي والحفاظ على منصبه والبقاء على كرسي رئاسة الوزراء، وحماية نفسه من اتهامات بالفساد لكن الصحيح ايضا انه يمثل اتجاهات المجتمع الاسرائيلي كفكرة بينما يجري البحث عن قيادة أخرى ينفذ ما تبقى منها!.
بقي أن غزة ليست فشة لا ثقل تنوء به اسرائيل ويثير قلق المجتمع الدولي المؤيد لها في ظل نقاش دائر اليوم حول مستقبل إسرائيل.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ