يفضح عدم خروج قمة القاهرة للسلام ببيان مشترك، حجم الدعم الغربي المطلق اللامحدود الذي تحظى به إسرائيل.
هذا الدعم هو الذي ضلل إسرائيل وخدعها وغشها طيلة 56 سنة الماضية، وأوقع بها خسائر بشرية ومادية.
هذا الدعم شجعها على ارتكاب المذابح واستمرار احتلالها الاستيطاني، لأنه يكفل لها الافلات من العقاب !!
هذا الدعم الذي تحظى به إسرائيل يجعل داعميها كلهم، شركاء في جرائم إسرائيل وينصّبهم أعداءَ للحق والعدل والقانون الدولي، ويجعلهم محرضين على الاستمرار في جرائم انتهاك حقوق وحرية وحياة ابناء الشعب العربي الفلسطيني، وايقاع العقوبات الجماعية عليه، وارتكاب جريمة تدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية !!
لقد أدى هذا الدعم إلى رد الفعل الفلسطيني بطوفان الأقصى، الذي جاء رد فعل فلسطينياً، أوقع عدداً ضخماً من الضحايا والأسرى الإسرائيليين، كان يمكن ألا يقع، لو ان إسرائيل تدرك ان لا أمن للاحتلال، وان القوة لا تجلب الأمن ولا تحميه، وان لا خلود للاحتلال !!
ولعل نتيجة قمة القاهرة للسلام، تكون مدخلاً إلى قمة عربية طارئة، تسند الشعب العربي الفلسطيني، وتمده بالأمل والمزيد من الصمود والقدرة على حماية مقدسات الأمة.
قمة عربية طارئة تعيد بناء علاقات الأمة البينية، وهيكلة قوة الأمة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.
لقد ازداد الطامعون بنا، الذين يمزقوننا ويحولوننا شِيعاً وطوائف متفرقة، وإذا كنا في مصيبة احتلال واحد هو الاحتلال الإسرائيلي، فسوف نجد بلداننا وهي ترزح تحت احتلالين آخرين هما الإيراني والتركي !!
للأسف البالغ ان الجرائم المروعة التي ترتكبها إسرائيل، لم تزحزح الدول الغربية قيد أنملة عن نهج دعم إسرائيل ونصرتها مهما اقترفت وتقترف من مجازر.
لقد برهن موقف الدول الغربية المشاركة في قمة القاهرة للسلام ان لا بواكي للحق والعدل والقانون الدولي والإنسانية.
وبينت مجدداً، لماذا تواصل إسرائيل ارتكاب المجازر (لايف) وهي لا تخشى عقاباً ولا حتى توبيخاً ولوماً.
فأي ظلم يُضافُ إلى ظلم الشعب العربي الفلسطيني الفريد المديد، وأي خداع وغش وتضليل لشعب إسرائيل، الذي ستستمر المقاومة الفلسطينية المشروعة في قتاله طالما بقي الاحتلال ؟!