أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

تادرس تكتب: الخطاب الملكي وقواعد الاشتباك


رانيا تادرس

تادرس تكتب: الخطاب الملكي وقواعد الاشتباك

مدار الساعة ـ
وجدت كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة القاهرة للسلام أصداء ايجابية في إطار الحرب المشتعلة في غزة وفي الفضاء الإعلامي الكوني حول العدوان الإسرائيلي الذي اخترق كل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية، وعكس صورة حية لدولة تمارس حرب إبادة ضد شعب محاصر.
أبرز الجوانب التي أثارت اهتماما بالغا في خطاب جلالته أنه الزعيم العربي الوحيد الذي سمّى الأشياء بمسمياتها بكل ما في النزاهة والشجاعة والمسؤولية من معنى، بعدما شرح قواعد الاشتباك الأساسية في الحروب التي خاضتها الأمة العربية والإسلامية، وتركت حنكة جلالته للرأي العام العالمي المقارنة والحكم.
قواعد الاشتباك التي حددتها العهدة العمرية في عام ٦٣٨ للميلاد، عندما تسلم الخليفة عمر بن الخطاب مفاتيح القدس من البطريرك صفرونيوس، وأشار جلالته إلى أنها تمنع قتل الأطفال والنساء وكبار السن وقطع الأشجار، كما تحرم إيذاء الرهبان وتدمير الكنائس.
المستمع العالمي لهذا النوع من الخطاب السياسي على لسان زعيم بوزن جلالة الملك عبدالله الثاني يستطيع أن يلاحظ بسهولة عمق الرسالة التي أراد جلالته توجيهها بوضوح من أجل وقف الكارثة الإنسانية في غزة. فقواعد الاشتباك بالمفهوم الإسرائيلي أزهقت أرواح أكثر من أربعة آلاف إنسان حتى الآن معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
نعم. هذا ما طلب جلالته من المجتمع الدولي التركيز عليه. إسرائيل تخترق قواعد الاشتباك في الحروب. قصفت مستشفى وكنيسة وترتكب جرائم حرب منصوص عليها في القانون الدولي وميثاق جنيف في ما يخص العقاب الجماعي على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة.
وصف جلالته ما يجري في غزة بلغة سياسية وقانونية يعرف العالم أبعادها. قال: عقاب جماعي لسكان محاصرين لا حول لهم ولا قوة، وانتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني، كما إنها جريمة حرب". حيث لا توجد أوصاف ولا أسماء لما ترتكبه إسرائيل من جرائم على الأرض سوى ذلك. كذلك فإننا نحن العرب (نشعر أن حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين. حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين). هكذا تحدث جلالته منتقدا صمتا دوليا على الكارثة يتزايد مع استمرارها كل يوم.
وفي الخطاب غضب ملكي من عودة الأوهام الإسرائيلية وتجدد خرافات اليمين المتطرف عند كل منعطف. الأردن لا يقبل التهجير وهو الأحرص على القضية الفلسطينية ومصيرها وحقوقها المشروعة في دولتها وكيانها واستقلالها. جلالته بدد الأوهام باليقين بأن (التهجير القسري جريمة حرب وفقا للقانون الدولي، وخط أحمر بالنسبة لنا جميعا).
ما قاله جلالته لمستمعيه الأوروبيين والغربيين في القاهرة يمثل صوت العقلانية والنزاهة والسلام في منطقة لا تحتمل مزيدا من الصراع والحروب والنكبات الانسانية.
مدار الساعة ـ